صـفحة كـتابـات الشـاعر الفلـسطيني نـاصر ثـابت
يمكنـكم كذلك زيـارة مـوقع الـشاعر على الشـبكة بالـنقر هـنا


لــن أعــترف
عنوان الديوان الشعري الأول
الذي أصدره الشاعر ناصر ثابت
للمـزيد من المعـلومات
أنقـر هـنا
أنا وأنتِ وسان فرانسيسكو
أنظرُ إلى صفحة السماء،
فأجدُ الطائراتِ على شكل نقاطٍ من الضوء..
دائماً كنا نجلسُ معاً ونبدأ بعدِّ هذه النقاط
ونكرر ذلك حتى تلتقي عيوننا
وندخلَ في عناقٍ حار
يحكي قصة حب عمرها أكثر من تسع سنوات
النسر الغريق
تبدو حبيساً كالنوارسِ في متاهاتِ الزمنْ
وعلى حدودِ العُمرِ تسكنُكَ الموانئُ والسُّفُنْ
والبحرُ في غضبٍ يخاطِبُ ما نثثتَ من الشجَنْ
تشدو، وأجراسُ الكنائسِ لا تدقُّ ولا تَرنْ
في الحزنِ أنتَ تظلُّ وحدَك كالطيور بلا وطنْ
تمشي وحيداً مثلَ أرواح الغيومِ بلا بدنْ
وتخاطبُ الظلماتِ، تسبحُ في الرياح وفي الرمالْ
وتطلُّ من بين الحكايا، حاملا بؤسَ الكفنْ...
أهكذا أمضي بلا رثاءْ؟!
بحثتُ عني في البحار ِ الموحشة
كأنني سفينة ٌ
قد ضلتِ الميناءْ
أهيمُ في شوارع ٍ مجهولةِ الأرجاءْ
لا طيرَ غنى في دمي
ولا وجدتُ لذةَ الأحلام ِ
لا لمستُ صوتَ الروح ِ في رياض الانتشاءْ
في رثاء حبيبتي
كما يمرُّ العطرُ عبرَ غيمة الردى
كما يمرُّ العشقُ بين الأمنياتِ الغادرةْ
حبيبتي كانت هنا
جميلةً وثائرةْ
كانت تنامُ في ربوعِ القلب مثل سنبلة
كانت تعيش في ثنايا الذاكرة
لا يُستتابُ مكابرٌ مغرورُ
العمر يمضي والسنينُ تسيرُ
سيرَ السحابِ كأنه مأمورُ

وتعاقبُ الأيامِ يأكلُ عمرنا
والناس كلٌّ غافلٌ وغريرُ

ماذا تبقى، والحياة قصيرةٌ
والموتُ كالكأسِ الزؤام يدورُ
أمام تمثال الحرية
أمامَكَ
والليل ينقصه أن يكون خفيفَ الضبابِ
أخذتُ أجمّع دفءَ المكانِ
وأحفظه في ثيابي
وجاءتْ جموعٌ من الموجِ
حتى تزينَ ماءَ المحيطِ المعظمِ بالإضطرابِ
مـلك الصمـود
فيضٌ من الحناءِ والصفصافِ
حملَ الرفاتَ كغصنِ وردٍ طافِ

ومدامعٌ من قلبِ كل مشيّعٍ
غسلتْ دروبَ البيدِ والأريافِ
ظلمٌ وكؤوسٌ وضجرْ
على ظهرِ موجٍ أسودِ اللونِ أركبُ
يجيءُ مساءً في سمائي ويذهَبُ
يباغتني والليلُ يرخي سدولَه
ومثلَ مدادٍ فوق دنيايَ يُسكَبُ
ذُهلتُ، فكم ماجَ الظلام بأضلعي
ليَخرُجَ شعراً باكياً حينَ أكتبُ
بكائية أمام قبر الناصر صلاح الدينِ
أتيتك والقدسُ في الأسر تبكي
وصهيونُ قد دمروا بلدي
تخطيتُ كلَّ الحدودِ البغايا
ووجهكَ يضحكُ في خَلدي
كأني وأنتَ الأبيُّ العظيمُ
مع الإنتصارِ على موعدِ
ودَّعـتُ وجهـكِ
ودَّعتُ وجهَكِ والسَّماءُ تنوحُ
والعطرُ، يا بغدادُ، منكِ يفوحُ

ودَّعتُ أرضكِ لا ككلِّ مودِّعٍ
توديعَ طيرٍ أثخنته جروحُِ
لـو تـنفع الكلمات
قلماً وقِرطاساً بربكِ هاتي
إني سأبحرُ في مكامنِ ذاتي

وسأكتبُ الكلماتِ فوقَ مدامعي
وعلى عيونِ الليلِ في الظُلُماتِ
هـا قـد نسـينا
قوموا إلى أفعالكمْ
فالدهر يحبلُ بالمجازرِ
واصرخوا
دمنا تفجَّرَ أيها الخصيانُ
صارتْ فكرتي أيضاً شهيدةْ
حنـين و ذكـرى
أما من دَمْعِكَ المُنسابِ بُدُّ
أليسَ له معَ الأشجانِ حَدُّ

دُموعِي كُلُّها شَوقٌ وحزنٌ
وللمشتاقِِ دَمعٌ لا يُردُّ

يُكَفكِفُ مَرةً ويَنوحُ أُخرى
فبينَ ضُلوعِه بَرقٌ ورَعدُ
جنينُ تعدُّ عصافيرَها.. مرتين
رأيتُكِ يا طفلتي ،
في الذي سوفَ يأتي
رأيتكُ في ثورة الثائرينا..
سيصبحُ نخلُ العراقِ وجوهاً
بحريةٍ كالعصافيرِ
يحملُها الشهداءُ بعشقٍ
كما تفعلينا..
وما زالت تقاوم ...
إن عروبة العربانِ، تفخرُ بالهزائمْ
والواهمون، يرون أن النصر بعدَ الذلِّ قادم!
و"شواربُ" الأزلام تبكي
فارفعي الهاماتِ عاليةً، ولا تبكي علينا
فهل يعيد الدمعُ ما هدمَ البهائم ؟
القـــرد
يحكم هذا العالم قردٌ
من واشنطن حتى الصين...
لا بأس،
ولكن...
أن يجعله العربان نبيَ العصر
فللعهر ضروبٌ و فنون
مقـارنـة
ويُشتم حكامنا كل يوم
لأن العروبة صارت على يدهم جثة مهملة
وصارت كرامتهم، دون أدنى كرامة
وأحوالهم مهزلة..
تفيأتُ ظل القضية
تفيأتُ ظل القضيةِ
فانكشف السر، مثل غرابٍ لعينٍ، أمامي
وزينه القبح... بالإنهزامِ
وصار دماراً كبيراً... كبيراً
بغير حطام
تــقدم
تقدم
فأنت النشيدُ الأخير الذي قد تعمدَ نوراً
وصب على الجند نارَ جهنم
وكل الذين أحبوا التراجع ...
صاروا كموت محتم
شكر وتقدير للأنظمة العربية
شكراً لكم
شكراً لكم
فلقد دخلنا فاتحين بفضلكم
عصراً جديداً... رائعاً وجميلاً
كل الشعوب الآن تركض خلفنا
صرنا ملوكاً للتقدم والحضارةْ
والأرض تنبت تحتنا
ذهباً وياقوتاً صقيلا
ولقد جعلتم كل من في الكون " يخطب ودنا"
لينال منا القمح والبترولا
رسالة عاجلة جداً إلى الزعماء العرب
أصحابَ الجلالة والفخامةِ والسمو... أود أن أبدأ رسالتي هذه بأن أنقل لكم خبر استشهاد مجموعة من خيرة قادتنا ومناضلينا، فلقد سمعتُ أنكم مشغولون عن متابعة الأخبار بما هو أهم من هذه الأخبار... ولقد قيل إنكم مشغولون بملذاتكم و ملذات أبنائكم أو أبناء الفاسدين من بطانتكم التي لم يسجل التاريخ أسوأ منها ...