ها قد نسـينا
شعر : ناصر ثابت ـ كاليفورنيا

ها قد نسينا مرةً أخرى
وعادتْ للحياة مباهجُ التزييفِ
صارت زهرةُ الحنون تُسحقُ تحتَ أرجلِهم وحيدةْ
ها قد نسينا إنما تلتفُّ أعيادُ الغرابة مرةً في العمر
لا زالت كرامتنا مسافرةً بعيدةْ
الآن نصغرُ مطرقينَ
فتسكرُ الأقلامُ نائحةً
وإن جنونَكم بعدَ انحسارِ القتلِ أتفهُ من كلامٍ في جريدةْ
الآن نصغر مرتينْ
حتى وإن صدحتْ على الشفتينِ أبياتُ القصيدة
ما الشعرُ إن سُحِقتْ عناقيدُ العيون بسطوة البارودِ
يا رفحُ استعدي مرةً أخرى لغزوِ الموتِ
وانسحبي من الإذعانِ
إن منازل الفقراءِ لازالت مجيدة
***
يتكسرُ العشقُ المحلِّقُ في يدي
ويلفني في الليلةِ الآولى وشاحٌ من عَذاباتِ الهوى
أحتجُّ عند "مناضلٍ" أهدى إلى القتلى وعودَه

قوموا إلى أفعالكمْ
فالدهر يحبلُ بالمجازرِ
واصرخوا
دمنا تفجَّرَ أيها الخصيانُ
صارتْ فكرتي أيضاً شهيدةْ
- من منكمُ سيُعدُّ كعكاً مالحاً للميتينْ؟
ألفٌ من الأيدي تُمدُّ الى السماءْ
وتقول (خانعةً) "أنا"
ألفٌ.. فهذا فعلُ أشباه النساءْ
مَن يعشقونَ تفاهة العمر المديدةْ
الآن يصرخُ في دمي حُزنٌ دفينٌ
صمتُه يُخفي رعودَه
من أنتمُ ليموتَ طفلٌ في رفحْ
وتلوذُ أرجلُكم بصمتٍ هارب ؟
أتقدمون أنوفَكم كي تحفظوا يوماً نشيدَه ؟
هل تعرفونَ مكانَكم؟
دونَ التخنثِ
في صفوفِ العُهرِ
بين قمامةِ العصر الفريدةْ
حاولتُ أن أبكي عليكمْ
قلتُ: "ثوروا.."
حدثوا الأغرابَ عن شيخٍ قعيدٍ حرك الهمم القعيدةْ

سألملمُ الألقابَ منكمْ
أنتمُ.. لا تستحقون العروبةَ
والتراثَ الفذَّ
واللغةَ التي نقلت لكم دنيا صلاحِ الدينِ
أو ذكرتْ وجودَه
دمعي عليكم باردٌ
قلبي على صمتٍ تملككم شهيدٌ
والسماءُ على تواطئِكم شهيدَة
عودوا إلى أحلامِكمْ
فستستفيقُ على ذرى رفحِ البطولةِ ألفُ مجزرةٍ جديدة
ستجيءُ مجزرةٍ جديدة


  • تفضلوا بزيارة موقع الشاعر ناصر ثابت على شبكة الإنترنت nasserthabet.com