تفيأتُ ظل القضيةِ
شعر: ناصر ثابت
******


(1)
تفيأتُ ظل القضيةِ
فانكشف السر، مثل غرابٍ لعينٍ، أمامي
وزينه القبح... بالإنهزامِ
وصار دماراً كبيراً... كبيراً
بغير حطامِ

(2)
تفيأتُ ظل القضيةِ
لا شيء أعظم في لحظة اليأسِ من ضحكاتٍ يوزعها الشهداءُ
لترحمنا من دناءَةِ أفكارِنا
هل نسيتم أغاريدَ عشقٍ قديمٍ
كانت تحطُّ على الزهرِ في دارِنا
تزفُّ حنيناً عظيماً الى بحر يافا
يرفُّ على دمع أشجارِنا
***
وعشنا سنيناً من القحطِ
لا شيءَ غير السلام المزيفِ
نجتره كل يومٍ ... ليسكن في عارِنا
والقضيةُ، شعبٌ صغيرٌ
يفكربالعودة المستحيلةِ
لا فرق بين انكسار اللواءِ الأخيرِ...
ونسيانِ حيفا
وفضح التقاعسِ... في روحِ أسرارِنا

(3)
تفيأتُ ظلاً لطفلٍ صغيرٍ...
يبول على كلمات المعاهدةِ الزائفة
على لغةٍ للتوسلِ...
عاشت بلا عزةٍ... في تفاهةِ أرواحنا الخائفة
لقد رفضتنا السماءُ العظيمةُ
مذ عششتْ في دفاترنا مفردات النزوحِ الى السلم
هل نسيتْ أمةُ المتنبي... جحافلها العاصفة
وهل غادرتنا جذورٌ
تغوص الى عمق تاريخنا المتوشح بالهامة الواقفة

(4)
وفي كل يومٍ
تنير لنا الدربَ أحزانُ يومٍ قديمٍ
تُزَيَّنُ أحلامُه بالبطولة والشهداءْ
فيطلع من ظهرنا منْ يعدُّ البطولةَ ضرباً من الحمقِ
يفعله الجبناءْ
فيشكره المجرمونَ ويلعنه الشرفاءْ
ويصبح في أرضنا مثل بومٍ
يحاول تغيير شكل السماءْ
لا بأس...
إن المقاومة المستمرةَ لون من العشقِ
يعجز عن وصفه الشعراءْ
***
لا بأس...
إن انتصار الطفولة في حربها
ضد هذا العدو المدجج بالحقدِ
سوفَ يعيدُ الى الناس شيئاً من الانتشاءْ
لا بأس... هل ستموت البطولةُ
مِن كفرِ بعضِ الزنادقةِ الموسرينَ
ومن لغة الأغبياءْ

(5)
تفيأتُ ظل القضيةِ
حتى كفرتُ بمن يشتمُ المستحيلَ
على أعين الشهداءْ
سأقطعُ دابرَ منْ جلسوا فوق عرش الخيانةِ دهراً
وأحرمهم من دموع الرثاءْ
***
سنرجعُ
إن الحنين الى سورِ عكا
بعيدٌ عن المانحين الى قلبِ صهيونَ
فرصتَه للبقاءْ
15/2/2002
رام الله