إن اولئك الذين يصفون مقاومة الاحتلال بالارهاب هم اعداء لدودون للقضية الفلسطينية وللشعب الفلسطيني
الاب عطا الله حنا


آثار الجدار العازل على الأديرة حول القدس
مواضيع متعلقة :

  

   إستنكر الأرشمندريت د. عطا الله حنا, الناطق الرسمي للكنيسة الارثوذكسية في القدس والأراضي المقدسة بشدة بناء الجدار الفاصل الذي يعتبره عنصرياً وغير أخلاقي ولا انسانياً ايضاً.

وقال الأب حنا ان هذا الجدار يهدف الى عزل الشعب الفلسطيني عن العالم, وجعل الانسان الفلسطيني يعيش وكأنه في سجن كبير, ويجعل التنقل من مكان الى آخر أشبه بالمعجزة, مشيراً الى ان بناء الجدار جعل التواصل بين المدن والبلدات الفلسطينية عسيراً, كما انه يُعرقل الوصول الى المقدسات الاسلامية والمسيحية في القدس, إضافة الى الكثير من مصادرة دونمات من الاراضي الوقفية التي تم الإستيلاء عليها زوراً وبُهتاناً.

وأوضح الأرشمندريت عطا الله ان الكثير من الأديرة والكنائس تضررت نتيجة مصادرة الكثير من الدونمات, لذلك قامت هذه الكنائس والأديرة بالتحرك والاتصالات ضد هذا الجدار الذي يُهدد الكنائس والمدارس المسيحية وغيرها من المؤسسات الكنائسية بالإضافة الى الأضرار الجسيمة التي يتكبدها الانسان الفلسطيني ومؤسساته الوطنية نتيجة بناء هذا الجدار.

وناشد د. حنا العالم بأسره خاصة المرجعيات الدينية والمسيحية وغيرها العمل على إزالة هذا الجدار لأنه يُهدد بكارثة انسانية كبيرة, مضيفاً الى ان هناك دولاً كانت فيها أسوار نرى بأنها أزالت هذه الحواجز, أما هنا فتُبنى حواجز وأسوار جديدة, لذلك وجب على العالم ان يتحرك لنصرة الانسان الفلسطيني.

أما الأب عبد المسيح فهيم من حراسة أملاك الاراضي المقدسة فقال: "بالنسبة لنا نحن نرفض شكلاً وموضوعاً هذا الجدار, وان هناك محاكم بيننا وبين الجانب الاسرائيلي بهذا الخصوص".

وأضاف الى ان الجدار يُعيق دخول وخروج المسيحيين من والى العيزرية, كذلك رجال الدين والسائحين مما يؤكد خرق الاتفاقية الموقعة مع الجانب الاسرائيلي التي تنص على تسهيل حركة الحُجاج المسيحيين الى كنائسهم في العيزرية. كما ان الجدار تسبب في خسارة كبيرة في اراضي دير بيت فاجي إذ انه بُني في اراضي الدير وبدون إذن مسبق منه, وهذا ما يُناقض الاتفاقية المذكورة سابقا في إحترام أملاك وأراضي الأديرة والكنائس كما تضرر الكثير من الأشياء مثل إقتلاع الأشجار وهدم الأسوار.

وأشار الى ان منطقة ضاحية البريد حيث يقيم الكثيرون من أتباع الكنيسة المسيحيين قام الجدار بفصلهم عن كنائسهم, فهم لا يستطيعون الدخول والخروج لإقامة الجنازات ودفن موتاهم. ويمنع طلاب المدارس من الوصول الى مدارسهم أو المشاركة في الاحتفالات الدينية. وتحدث الأب رازميك, رئيس دير الأرمن في بيت لحم "للبيادر السياسي" عن الصعوبات التي تواجههم في الوصول الى دير الأرمن الذي أصبح خارج الجدار مما أدى الى هجرته, وحتى يتم الوصول اليه يتطلب تصريح, وفي بعض الاحيان يُرفض منحنا التصاريح. وقال الأب رازميك: "لقد قمنا مرات عديدة في تعمير وترميم الدير الا ان قوات الاحتلال الاسرائيلية تقوم في كل مرة بتدميره وتدمير آثاره القديمة التي تدُل على المكانة المسيحية له, وايضا تمنع العمال من العمل فيه وقد استخدمته كنقطة مراقبة للمكان وقامت بهدم أسواره, والآن أصبح مهجوراً بعد ان كانت تسكنه عائلتان, مشيراً الى انه كان يسكنه كنسة والبطريرك التابع له قبل 60 عاماً".

وأنهى حديثه قائلاً: "ان الجدار لا يجلب السلام, وما يجلب السلام هو طريق المفاوضات بين السلطة واسرائيل, وان الجدار بالنسبة لنا هو سجن ويتم من خلاله تعذيبنا".

أما محامي الأرمن وبطريركية الروم الارثوذكس, رائد اعمية فقال: "نحن نقوم بمتابعة القضية مع الجانب الاسرائيلي وخاصة فيما يتعلق بالموضوع مع الجانب الفلسطيني في ملاحقة هذا الموضوع من حيث الأضرار وكيفية حماية الاراضي من أي إعتداء داخلي مثل اراضي دير اللطرون الأرمني التي تضررت من جانبين. الأول نتيجة اجتياح بيت لحم, والثاني نتيجة إقتحام الدير وسرقته وإقتلاع كافة أبوابه ونوافذه والذي كان يأوي عائلتين أرمنيتين".

وأشار اعمية الى ان حفر الخندق أدى الى تقسيم ارض الأرمن وهي ما تعادل 21 دونماً من اراضي البطريركية, وانه قام برفع قضية لوقف الإعتداء الاسرائيلي على الارض. ونتيجة لهذه القضية تم تعديل خط سيره باتجاه السور إلا انه في هذه العملية تسبب بأضرار لأرض الدير حيث يتعرج السور بشكل جانبي على ارض الدير بمحاذاة مخيم عايدة والذي ألحق ضرراً بـ 18 دونماً صافي مجمل ما يعادل 40 دونماً. هذا عدا عن اقتلاع أشجار الدير وحرقه وسرقته نتيجة اطلاق النار عليه واستخدامه ثكنة عسكرية لمراقبة الموقع. مضيفا الى ان دير بطريركية الروم الارثوذكسية المحاذية لمنطقة الحاجز العسكري لبيت لحم وانطلاقا 300 متر الى منطقة جروم الحمص تواصلاً الى مار الياس, وتم شق الشوارع فيها وأصبحت نقطة تواصل أو ارتباط حيث تضرر هذا الدير من السور الواقي 86 دونماً, وان هذه الاراضي أُتلفت بالكامل وشُقت الى قسمين خارجه وداخله.

وأوضح المحامي اعمية الى ان هناك قسماً آخر في منطقة الراس في بيت جالا هو دير الراهبة كترينا "الافريست" حيث لحق ضرر في منطقة دير الروم خصوصاً وان الجدار يمر في وسطها وخاصة مع وجود كنيسة بيزنطية يعود تاريخها الى مئات السنين, وتُقدر الأضرار في هذه المنطقة بما يعادل 40 - 42 دونما يتم فقدانها بالكامل وخصوصا ان عرض الشارع سوف يكون 48 متراً. مشيراً الى ان اراضي الوقفية الارثوذكسية والروم الكاثوليكية تعرضت الى إنتهاكات واضحة وصارخة وأصبحت هذه المحافظة بمثابة مدينة صغيرة ومحاطة من جميع الجهات, كذلك لا يوجد إحترام لا لكنيسة ولا لدير حتى رجال الدين لا يستطيعون الوصول الى الأديرة, مشيراً الى أن الأب المسؤول عن الدير تعرض لأكثر من مرة الى اطلاق نار حين عودته الى الدير.

وأنهى حديثه قائلا: ان دير بيت فاجي تم بناء السور في وسط اراضيه وما تبقى من اراضيه للبطريركية داخل السور. وتعرضت اراضي بيت فاجي الى أضرار كبيرة ولكن حتى الآن غير معلومة, وإنما قسم كبير ذهب في بناء السور. ونحن نتابع ما تبقى من اراضيه خارج السور. أما فيما يتعلق بالاراضي داخل السور فلا نستطيع متابعتها بسبب موقعها داخل السور. وأجمعت جميع راهبات الأديرة في منطقة الشيّاح عند مفترق أبوديس على ان الجدار بمثابة سجن فرض عليهم, وان هناك صعوبة في وصول الاولاد الى الأديرة وعدم منحهم تصاريح من الحكومة الاسرائيلية, وان الجدار نهب معظم اراضي الأديرة وخاصة دير فاجي الذي تعرض الى سلب قسم كبير من اراضيه لبناء السور.

المصدر : جريدة البيادر