سلطات الاحتلال تفتش مكتب الأب عطا الله حنا في القدس
تاريخ النشر : 17:25 09.07.02

   اختتم في مدينة عكا الفلسطينية مساء أمس الاثنين الاجتماع الأرثوذكسي العام، الذي شاركت فيه كافة المؤسسات واللجان والجمعيات الأرثوذكسية في فلسطين والأراضي المقدسة.
وذكرت مصادر شاركت في الاجتماع المذكور، أنه تم الاتفاق على اتخاذ سلسلة من الإجراءات والقرارات تجاه البطريرك اليوناني للكنيسة الأرثوذكسية في القدس أرينوس الأول، إلا أنه سيتم التحفظ على نشر معظمها "لأسباب موضوعية".
وكان الاجتماع المذكور قد تم التداعي لعقده، على خلفية ما وصفه بطاركة أرثوذكس عرب، وناشطين أرثوذكس، بتنامي التعاون بين البطريرك اليوناني للكنيسة وسلطات الاحتلال. إضافة إلى بدء البطريرك اليوناني تحركات جادة لإبعاد الأب عطا الله حنا الناطق باسم الكنيسة عن منصبه، بناء على ضغوط صهيونية.
وأدان المجتمعون، وهم من رجال الدين وناشطين علمانيين، البطريرك أرينوس الأول، ووصفوا رسالة وجهها إلى اجتماعهم، ولم يكشف عن مضمونها بأنها تضمنت "عذراً أقبح من ذنب"، مشيرين إلى أنهم لم يكونوا يتوقعون أن يكون البطريرك اليوناني "معاديا للقضايا العربية والفلسطينية بهذا الشكل" وفق تعبيرهم.
ومن بعض أهم القرارات التي اتخذها "اجتماع عكا"، و"، هي مقاطعة البطريرك اليوناني واعتباره "شخصية غير مرغوب فيها فلسطينيا ومسيحيا". وستتم المقاطعة المذكورة عن طريق رفض المشاركة معه في أي اجتماع، والطلب منه بأن لا يقدم على زيارة أي قرية أو مدينة فلسطينية فيها كنيسة أرثوذكسية.
كما ناقش المجتمعون وضع المطران اليوناني الأرثوذكسي في مدينة الناصرة "الذي ثبت تورطه (هو الآخر) بفساد مالي"، حسب قولهم.
وندد المجتمعون، بما وصفوه بالحملة الإعلامية الشعواء ضد الأب عطا الله حنا الناطق الرسمي باسم الكنيسة الأرثوذكسية في القدس وفلسطين "من قبل الأجهزة الصهيونية وبتعاون مع بعض الرهبان اليونان..".
وحمل المجتمعون البطريركية اليونانية في القدس مسؤولية هذه الحملة "التي تقف وراءها حملة مشبوهة تروج بأن الأب عطا الله يؤيد الإرهاب والعنف وذلك بهدف الإساءة له ولمكانته في الأوساط كافة".
وشدد المشاركون في "اجتماع عكا" على أن المقاومة المشروعة للاحتلال ليست إرهابا "وعلى البطاركة اليونان أن يفهموا ذلك"، في إشارة إلى أن التصريحات التي أطلقها الناطق باسم الكنيسة الأرثوذكسية الأب عطا الله حنا، تأتي في سياق هذا المفهوم، معتبرين أن أي محاولة لتجريده من منصبه "مؤامرة على رسالته الروحية والوطنية".
وسيتوجه "اجتماع عكا" بطلب إلى الحكومة الأردنية، والسلطة الفلسطينية، لسحب الاعتراف بالبطريرك اليوناني، وإجراء انتخابات كنسية جديدة لاختيار بطريرك "قادر على قيادة الكنيسة وإخراجها من الحالة التي تمر بها حاليا".
وعلى الصعيد ذاته، علمت "قدس برس" أن رجال أمن إسرائيليين يرافقهم عدد من المطارنة اليونان في الكنيسة الأرثوذكسية في القدس، اقتحموا بعد ظهر أمس الاثنين مكتب الأب عطا الله حنا في مقر الكنيسة، حيث أجروا عملية تفتيش واسعة بحثا عن أي أوراق ووثائق.
وأوضحت مصادر كنسية انه تم استغلال غياب الأب عطا الله خارج البلاد لتنفيذ هذه العملية.
وقالت هذه المصادر، إن شخصيات أرثوذكسية تدرس حاليا بجدية، توجيه شكوى رسمية للقضاء ضد البطريرك اليوناني، بسبب ما وصفوه مخالفته قوانين الكنيسة. كما ستتخذ هذه الشخصيات خطوات أخرى ضد الوجود اليوناني في الكنيسة، مثل الاعتصام في مقر الكنيسة الأرثوذكسية في القدس

المصدر : قدس برس