أقـواس أخـرى مـن سيـرتـي الـذاتيـة

د . فـاروق مـواسـي

- الجـزء الثـالث -

محـنــة


برغم ذلك فعنك لم يكن مرضيًّا لدى بعض أفراد المجموعة الإسلامية التي ضبطت في أواخر السبعينيات ، ولا تدري كيف بلغك أن اسمك كان معدًّا للتصفية الجسدية - بسبب آرائك في الدين - ، وذلك أسوة ببعض الشيوعيين وبعض العملاء .
ثم وصلت إليك بعد بضع سنين رسالة بتوقيع (المسلمين) مؤرخة في 1 / 11 / 1982 ، وهي مهيأة لأن تكون منشورًا سيوزع في المساجد ، ومما جاء في الرسالة :
" لقد تعودنا أن نلتقي لمعالجة قضية معينة أو للرد على مغرض أو مضلل ، أو للتحذير من مؤسسة هدامة تبث سمومها خفية وتحت شعارات براقة خادعة .
وهذه المرة نكشف لكم القناع عن وجه بشع وصورة قذرة لمعلم انحط إلى أسفل سافلين ، ولطخ شرف المهنة التي استغلها لمآرب دينية . هذا المعلم هو فاروق مواسي . فقد توجه إليه أحد الآباء مستشيرًا إياه بخصوص تعليم بناته ، فقال له : - أنصحك بعدم تعليمهن لأنه لا أمان على البنت في هذه الأيام ، فمثلا أنا عندما ألتقي طالبة لا أغض عنها بصري ، وأتملى جميع أجزاء جسدها - ، وعلل ذلك بأنه يحب الجمال ويتذوقه ، وهو يركز أسئلته على الطالبات المثيرات من الناحية الجنسية ، وكانت دهشة الأب لا تقدر ، فقرر بعد ذلك أن يمنع بناته من الاستمرار في التعليم الثانوي .... لهذه الأسباب وغيرها طالب المسلمون وما زالو (؟) يطالبون بفصل البنين عن البنات ، واختيار المعلمين الأشراف .

إننا نهيب بالمجلس المحلي أن يطرد مثل هؤلاء الساقطين وإبعادهم رحمة بأبنائنا وبناتنا ..."
ويبدو أن الكاتب أدرك مدى تجنيه ، فكتب رسالة أخرى بدون توقيع :
" إلى فاروق مواسي
السلام على من اتبع الهدى !       (لاحظ نوع السلام وخلفيته)
عندما استعرضت (؟ بدل استعرضنا) المنشور قبل الطبع وجدت فيه أشياء خطيرة جدًّا ، تحتاج إلى التحقق والاستبانة امتثالاً لأمر الله عز وجل " إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبيـنـو " ( ؟ ) ، لذلك فإننا نمنحك فرصة الدفاع إذا كان ما ورد في المنشور غير صحيح ، أو الاعتراف والاعتذار إن صح ، وذلك بأن تحضر إلى المسجد بعد صلاة العصر من يوم السبت 6 / 11 / 1982 ، وتعلن موقفك على الملأ (؟) الحاضرين .
إذا لم تحضر وتبرر موقفك فإن المنشور سيصدر وسيوزع . نود أن نزيدك علمًا أن الأب الذي استشارك هو (ي . غ)."
توجهت إلى هذا الأب ، فأنكر كل الإنكار أن يكون قد جرى بينك وبينه أي حديث ، واستشاط غضبًا ، وقال لك : دعهم لي ! فأنت أشرف من الذين يحاولون المس ببناتي ، وأنت آمن منهم . إنهم يعرفون مدى حرصك ودفاعك عن حق الفتاة بالتعلم ، فجاءوا يهاجمونك في نقطة قوتك .
ولم يكن في نيتك أصلا أن تذهب لمحاكمتهم ، ثم بلغك بعد ذلك أن الأمر لم يمر بسلام .
ورددت في إيمانك : "قل جاء الحق وزهق الباطل"

تاريخ النشر : 15:36 11.08.04
 الجـزء الثـانـي