رسالة الأمير فيصل الى زوجة حاييم وايزمان
تاريخ النشر : 14:10 28.05.02

الحلقة الثانية

في عام 1913 نشرت جريدة (فلسطين) مقالاً طالبت فيه الدولة العثمانية بإتخاذ خطوات حازمة ضد المهاجرين اليهود الذين ، كما كتبت الصحيفة ، يسلبوننا أرضنا وقرانا ، قرية تلو الأخرى ومدينة تلو المدينة .
كما شهد عام 1914 بدء القوى السياسية والأحزاب الفلسطينية بشن حملة إعلامية واسعة لتحذير المواطنين من خطر المهاجرين الجدد ، فقد جاء في احد المنشورات التي وزع في إنحاء فلسطين ما يلي :
أيها المواطنون ، هل تريدون أن تكونوا عبيداً لهؤلاء الصهاينة ؟ هؤلاء الذين جاءوا للإستيلاء على أرضكم وطردكم منها ، هؤلاء الذين يزعمون ان هذه البلاد بلادهم .....
لكن عام 1915 دخل التاريخ بصفته عام اللقاءات السرية بين شريف مكة والبريطانيين ، ففي احد هذه اللقاءات وعد البريطانيون شريف مكة بنيل الإستقلال في حالة وقوف العرب مع بريطانيا ضد دولة الخلافة العثمانية ، في نفس الوقت أرسل وزير خارجية بريطانيا آنذاك (بلفور) رسالة للجالية اليهودية في بلاده يعد فيها بالعمل على إيجاد كيان قومي لليهود في فلسطين ، ما عرف لاحقاً بوعد بلفور المشئوم .
في عام 1916 وصل الخداع البريطاني ذروته عندما وقعت بريطانيا وفرنسا سراً معاهدة تقسيم الوطن العربي فيما بينهما والعمل على عدم قيام دولة عربية مستقلة وهذا ما عرف بمعاهدة سايكسبيكو .
عام 1919 التقى الأمير فيصل إبن شريف مكة بممثل الحركة الصهيونية حاييم وايزمان واتفق الإثنان على أن يساعد اليهود فيصل على تحقيق حلمه بمملكة مستقلة بشرط إستثناء فلسطين التي وافق فيصل على منحها لليهود لينشئوا فيها كيانهم القومي ، كما قطع فيصل على نفسه تعهداً بالعمل على مساعدة اليهود للهجرة الى فلسطين وتقديم الدعم اللازم لذلك .
وللتأكيد على نواياه الصادقة أرسل فيصل الى زوجة حاييم وايزمان رسالة أرفق معها وبخط يده نسخة موقعة عن الإتفاق المعقود بينه وبين زوجها .
هذه الرسالة المحفوظة في دائرة الوثائق التاريخية للكيان الصهيوني يستخدمها اليهود كدليل واضح بأن كيانهم أسس بموافقة عربية رسمية ، لا بل ان رسالة الأمير فيصل هذه تضمنت مطالبته الملحة لليهود بإظهار إحتقارهم للفلسطينيين وأنه لا يعتبر الفلسطينيين عرباً .

إعداد : احمد منصور
الحلقة السابقة
الحلقة القادمة