الجاليات الفلسطينية في أوروبا 3-3
بحث وإعداد د.إبراهيم حمامي

د. إبراهيم حمامي

إستكمالا للدراسة، يأتي الجزء الأخير ببرنامج مقترح للنهوض الفعلي بالجاليات، وهو وإن كان موجها للجاليات في أوروبا، إلا أنه قابل للتطبيق في أماكن الشتات والمهاجر الأخرى، مع مراعاة الخصوصيات.

البرنامج التالي هو محاولة متواضعة لوضع تصور قابل للتطبيق لتطوير وإحياء الجاليات الفلسطينية في أوروبا:

التمهيد والإعداد بدراسة عوامل النهوض بالجاليات السابق ذكرها (في الجزء الثاني)

أولا: التنظيم والإدارة

  • حصر أبناء الجالية في كل بلد وتصنيفهم.

  • إنشاء قاعدة بيانات متكاملة وتحديثها بشكل مستمر.

  • الإستفادة من ثورة المعلومات وإنشاء موقع على شبكة الإنترنت يسهل الإتصال بين أبناء الجالية.

  • إصدار نشرة دورية والعمل على إيصالها لكل أبناء الجالية.

  • وضع برنامج واضح ومحدد الأهداف والتاريخ للنهوض بالجالية بمشاركة ذوي الخبرة والإختصاص.

  • العمل على إنشاء نقابات تخصصية ضمن الجاليات لخدمة أبناء التخصص الواحد.

  • ثانيا: المجال الإجتماعي والثقافي

    وذلك لربط أبناء الجالية بثقافة الوطن والمحافظة على الرصيد الحضاري والتراثي لشعبنا وتداعياته مع إحترام المجتمعات المضيفة عبر:

  • إقامة معارض عن التراث الفلسطيني.

  • نشر ثقافة العودة والإستفادة من المؤسسات الثقافية القائمة كدار الشجرة للذاكرة الفلسطينية التي يتركز نشاطها على الشباب والأطفال والجيل الذي ولد خارج فلسطين لتقدم له معلومات عن فلسطين وعن الثقافة الفلسطينية وعن تجربة شعبنا الفلسطيني وكيفية خروجه من فلسطين، وتجربة اللجوء التي عاشها أبناؤه، وكيف استطاعوا ترجمة هذه المعاناة إلى فعل نضالي يومي يعيش معهم باتجاه حلم العودة وبناء الوطن الكبير الذي نسعى لتحريره كفلسطينيين.

  • تنظيم أمسيات شعرية وأدبية فلسطينية خاصة بإبداعات أبناء الجالية.

  • إحياء المناسبات الثقافية ذات الدلالات المرتبطة بواقع شعبنا مثل يوم التراث الفلسطيني (6 تشرين أول/أكتوبر) ويوم الأرض (30 آذار/مارس) ويوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني (29 تشرين ثاني/نوفمبر).

  • إقامة ندوات فكرية دورية.

  • عقد مؤتمرات ومناظرات علمية لأبناء الجالية للإطلاع على مساهماتهم وإبداعاتهم.

  • المساهمة والعمل مع جهات الإختصاص لتوثيق التاريخ الفلسطيني سواء على شكل موسوعات أو كتب.

  • تشجيع حركة الترجمة لتبادل المعارف.

  • إقامة لجان لمعالجة مشاكل أبناء الجالية الإجتماعية (زواج، وفاة، دعم، إسكان....إلخ).

  • تفعيل مبدأ التكافل الإجتماعي بين المعسورين والميسورين ضمن برنامج واضح ومن خلال إقامة صندوق للتكافل والتضامن الإجتماعي في كل بلد تعود بالمنفعة على أبناء الجالية.

  • الإهتمام بالجيل الجديد من خلال تنظيم نشاطات تحظى بإهتمامه كالمخيمات الصيفية والدورات الرياضية وغيرها إضافة إلى إنشاء مدرسة خاصة للجاليات التي يعاني أبناؤها من ضعف لغتهم العربية

  • تنظيم رحلات متبادلة بين الأجيال الشابة من وإلى فلسطين.

  • ثالثا: الجانب السياسي

    رغم تحفظ البعض على أي دور سياسي للجاليات إلا أن طبيعة الصراع والشتات تفرض علينا واجب ومسؤولية لا يمكن التغاضي عنهما وتضع أبناء الجالية في بؤرة الأحداث حتى وإن حاول البعض التنصل والإبتعاد بشكل سلبي، وعليه فإن الدور السياسي للجاليات لا يقل أهمية عن أي دور آخر ويمكن تفعيله من خلال:

  • إطلاق حملات مختلفة ومتغيرة ذات أهداف محددة.

  • إحياء كافة المناسبات ذات الطابع السياسي بشكل جماعي.

  • التحرك الفاعل جماهيريا ورسميا والإجتماع بالسياسيين وتشكيل مجموعة ضغط في الدول المضيفة.

  • متابعة المستجدات والإتصال بالمؤسسات والهيئات الرسمية والأهلية والإعلامية لإبراز قضايا شعبنا والتركيز على النجاحات القانونية والدولية وإستثمارها (قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي كمثال).

  • المطالبة بتطبيق القرارات والمواثيق الدولية دون تمييز أو مفاضلة.

  • التصدي للهجمة الشرسة ضد قضايا شعبنا ومحاولات تشويه صورة النضال الفلسطيني من خلال لجنة متابعة دائمة ترصد التحركات وتعمم الخطوات المطلوبة من أبناء الجالية.

  • التأكيد الدائم والمستمر على حق العودة غير القابل للتصرف أو التفاوض والتعاون مع المؤسسات القائمة كمركز العودة الفلسطيني في لندن.

  • رابعا: التواصل مع الوطن السليب - فلسطين

  • إيفاد بعض الطلبة من أبناء الجالية للجامعات الفلسطينية.

  • الإتصال بالجامعات المحلية في الدول الأوروبية للحصول وتوفير منح دراسية ومقاعد لأبناء فلسطين.

  • إقامة قناة تواصل بين المؤسسات في فلسطين ونظيراتها لأبناء الجاليات في الدول الأوروبية كالنقابات التخصصية والأجسام الشبابية وغيرها.

  • السعي لربط مؤسسات المجتمع المدني في الدول الأوروبية بالمؤسسات المثيلة في فلسطين والمساهمة في حملات الإغاثة والطواريء.

  • الحرص على إطلاق حملات التضامن مع أبناء الشعب في الوطن المحتل وإثارتها إعلاميا (التضامن مع إضراب الأسرى في شهر آب/أغسطس 2004 مثلا)

  • المساهمة في بناء الكيان والمجتمع الفلسطيني بشكل مباشرة (العودة) أو غير المباشر من خلال وسائل الإتصال الحديث، وهنا يجب التوقف عند التجارب السابقة في هذا المجال وهي:

  • 1. برنامج نقل المعرفة عبر المغتربين المسمى ب "TOKTEN" والذي أسسه البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة "UNDP" عام 1996 والذي سبق تجربته على مدار 22 عام في 30 دولة ويعتمد بالأساس على المهاجرين المميزين من أصل فلسطيني للعودة والعمل داخل فلسطين برواتب محددة والإستفادة من سهولة تكيفهم مع مجتمعاتهم الأصلية.

    2. التجربة الثانية أسستها وزارة التخطيط والتعاون الدولي الفلسطينية تحت إسم "شبكة العلماء والتكنولوجيين الفلسطينيين في الشتات" والمعروفة إختصارا ب "PALESTA" عام 1996 على شبكة الإنترنت لربط العلماء والخبراء المغتربين الفلسطينيين مع الداخل والإستفادة من كفاءات العلماء للتنمية في فلسطين. تضم هذه الشبكة 1300 عضو منهم 17% فقط من أوروبا.

    3. المشروع الثالث هو برنامج "عبر الحدود" أو "Across Border" الذي أطلقته جامعة بير زيت عام 1999 لإيصال تقنية المعلومات وإدخال الكمبيوتر إلى مخيمات اللاجئين في الضفة والقطاع ولبنان والأردن وسوريا وكذلك الإشراف على الجانب التقني والتعليمي.

    خامسا: علاقات عامة

    وتشمل العلاقات داخل الدولة الواحدة وبين الدول المختلفة وتنسيق الجهود بين الجاليات:

    محليا:

  • الإنخراط في العمل السياسي في الدول المضيفة.

  • إقامة علاقات شخصية ورسمية مع مراكز صنع القرار والأحزاب المختلفة.

  • التعاون مع الجاليات الأخرى والإستفادة من تجاربها والتنسيق المشترك في الفعاليات ذات الإهتمام العام.

  • السعي لدى الدول المضيفة لتسهيل حياة أبناء الجالية.

  • المشاركة الفاعلة والدائمة في أية ندوات أو برامج حوارية حول فلسطين.

  • أوروبيا:

  • تشكيل هيئة موحدة أو لجنة تنسيق عليا على مستوى أوروبا للتنسيق بين الجاليات ووضع البرامج وتقديم التوصيات والإشراف على الأنشطة المشتركة.

  • إنشاء موقع على شبكة الإنترنت بعدة لغات وضمن هيئة تحرير مشتركة يشتمل على معلومات عامة ودليل لأبناء الجاليات ومكتبة ثقافية ورابط للنشاطات ومواعيدها وتوجيهات لتطبيق البرامج المختلفة وإبراز المبدعين من أبناء الجاليات.

  • تبادل الخبرات والتجارب والإستفادة من المهارات المختلفة لأبناء الجاليات.

  • توسيع قاعدة البيانات لتشمل كل الدول الأوروبية.

  • توحيد المفاهيم والتعريفات وكذلك النظم الداخلية إن أمكن.

  • عقد إجتماعات دورية لأبناء الجاليات خاصة من ذوي التخصصات الواحدة.

  • تشجيع النشاطات الشبابية المشتركة من مخيمات ودورات ومسابقات.

  • الإتفاق على القضايا العامة كحق العودة وتشكيل لجنة لمتابعة الأمر كمرجعية لأبناء الجاليات في أوروبا لتفويت الفرصة على محاولات الإلتفاف على هذا الحق.

  • إقامة ورش عمل مشتركة لإعداد وتأهيل الكفاءات بمشاركة من الجميع.

  • توفير المنابر المناسبة (مطبوعة ومرئية ومسموعة) لإبراز دور الجاليات وللإبقاء على التواصل.

  • عالميا:

  • تسجيل الهيئة المشتركة أو لجنة التنسيق العليا لدى الهيئات المختصة التابعة للأمم المتحدة.

  • الإتصال بالجاليات الأخرى خارج أوروبا خاصة في الأمريكتين وأستراليا حيث توجد أعداد كبيرة من الفلسطينيين.

  • الإتصال بالحكومات في الدول المختلفة للتأكيد على حقوقنا المشروعة.

  • إنشاء مجلس وصندوق عالمي لفلسطينيي الشتات.

  • تبادل الزيارات والخبرات بين الجاليات عبر المحيطات.

  • تشجيع البحث العلمي خاصة المتعلق بالشتات والمهجر.

  • أخيرا:

    ما يمكن أن تفعله جالية قوية ومتماسكة ومتحابة ومتراصة لا حصر له سواءا محليا أو خارج حدود البلد المتواجدة فيه وما يمكن تحقيقه يفوق التصور فما بالكم بجاليات مترابطة ومتعاونة تنسق في ما بينها؟

    هل ذلك حلم؟ أبدا – إنه واقع يمكن أن نعيشه.

    هل هي دعوة لتشكيل بديل عن المؤسسات الحاكمة؟ أبدا – هو حق يمارس لخصوصية مجتمعات الشتات.

    هل تحقيق ذلك مستحيل؟ أبدا – كل ما يتطلبه برنامج العمل هو الإرادة والعزيمة.

    ولكن:

    مفتاح كل ذلك هو الإيمان بأهمية ودور الجاليات والإقتناع به والإعتقاد الراسخ بإمكانية تحقيقه وبأن الإستمرار فيما نحن فيه أمر غير وارد.

    رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة وهذه الخطوة تبدأ بالمسؤولية الفردية على قاعدة:

    "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم"
    صدق الله العظيم.

    د.إبراهيم حمامي
    DrHamami@Hotmail.com

    كلمة أخيرة خارج الدراسة:

    وصلتني رسائل عديدة بعد نشر الأجزاء الأولى من الدراسة تعقيبا وتعليقا، وبناء على المقترحات التي وصلت، وبعد الشكر الجزيل لمرسليها، فإني أوجه النداء التالي:

    أطلب من كل من له خبرة أو يمتلك معلومات أن يبادر بإرسالها سواء بالإضافة أو التعديل أو الحذف خاصة في الدول التي لم تشملها الدراسة.
    إلى كل من يرغب بتحويل البرنامج السابق لحقيقة ملموسة على الأرض المبادرة بالإتصال بمن يعرف في مكان إقامته ومناقشة ما ورد والإنطلاق بما يمكن تطبيقه وحسب الإمكانيات.
    كما أطلب من أصحاب الخبرة في مجال الشبكة الإلكترونية وإنشاء المواقع إرسال مقترحاتهم حول إمكانية بناء موقع معلوماتي عن الجاليات الفلسطينية في أوروبا وكذلك الخدمات المختلفة في الدول المضيفة ليكون همزة وصل بين أبناء الجاليات، وليتم من خلاله التنسيق والتفاعل مع النشاطات المختلفة.
    أخيرا: سيبقى ما ذكر حبرا على ورق حتى نأخذ جميعا ودون إستثناء زمام المبادرة ونحوله لفعل وعمل متواصل، وعليه أدعو الجميع للتفاعل وإبداء الرأي والنصيحة، ومن هذا المنطلق أضع نفسي وخبرتي المتواضعة في هذا المجال للمساعدة بأي شكل ومكان ممكن.

    المراجع :

    1. هنا وهناك نحو تحليل العلاقة بين الشتات الفلسطيني والمركز – د.سري حنفي - 2001
    2. نشرة العودة – العدد الخاص أيار/مايو 2004- مركز العودة الفلسطيني
    3. التعاون الثقافي والإجتماعي الفلسطيني – وزارة التخطيط والتعاون الدولي
    4. نشرة المؤسسة الفلسطينية للإرشاد القومي
    5. نشرات مركز اللاجئين والشتات الفلسطيني (شمل)
    6. نشرات مركز "بديل" للاجئين.
    7. شبكة العلماء والتكنولوجيين الفلسطينيين في الشتات – PALESTA
    8. برنامج "عبر الحدود" – جامعة بير زيت
    9. تجارب شخصية وملاحظات من خلال الجالية الفلسطينية في بريطانيا
    10. سبر آراء لأبناء الجاليات في الدول المختلفة
    11. The Palestinian Refugee Communities in Europe; an overview, Abbas Shiblak, Associate Research Fellow, Shaml & RSC, University of Oxford
    12. Parliamentary Assembly: The situation of Palestinian refugees - Council of Europe 2003
    13. Palestinian refugees in Europe: Challenges of adaptation and identity St. Anthony’s College, University of Oxford, 6 May, 2000
    14. The Palestinians in the Federal Republic of Germany, Ralph Ghadban, Expert on Immigration, Berlin
    15. Caught Between Two Worlds; The Case of the Palestinians in Sweden, Dalal Abdul Ghani, University of Vaxjo, Sweden
    16. The Palestinians in France; the Transformation of an Exiled Community M. Hafez Yacoub, UNESCO
    17. Second Mediterranean Social and Political Research Meeting, Florence, March 21–25, 2001
    18. Personal Interviews and Research


    د. إبراهيم حمامي

    DrHamami@Hotmail.com

    23-12-2004