قرنين على "وعود" بلفور
بحث وتجميع: د.إبراهيم حمامي

الحلقة الرابعة

الدور الروسي - الألماني :

وفي مواجهة دعاة الهجرة إلى امريكا من اليهود والذين كانوا يعتبرونها اورشليمهم ويعتبرون واشنطن بمثابة ارض صهيون. سعى هرتزل إلى التقرب من الامبراطور غليوم لدعم مشروعه وقد تحقق له اللقاء على رأس وفد صهيوني مع الامبراطور في مدينة القدس التي كان الامبراطور يزورها عام 1898. وقد اكد الامبراطور للوفد الصهيوني بان "المساعي الصهيونية في فلسطين التي تحترم سيادة حليفته تركيا تستطيع ان تعتمد على رعايته الكاملة" وقد ترجم الامبراطور وعده بهذه الرعاية بتوثيق العلاقة بين المستوطنين والصهاينة والمستوطنين الالمان من جماعة هوفمان الذين بدأوا عام 1870 بانشاء مستعمرات زراعية المانية في القدس وحيفا ويافا تنفيذا لمشروع القائد العسكري الالماني "مولتكه" بجعل فلسطين مستعمرة المانية.

وفي عام 1881 وقعت المذابح المعادية لليهود في روسيا اثر اغتيال القيصر. وقد نتج عن هذه المذابح هجرة واسعة من يهود روسيا إلى اوروبا الشرقية والغربية مما اسرع في انهيار حركة الاندماج كما ان صدور قوانين ايار في روسيا عام 1882 والتي تضيق الخناق على حياة اليهود زادت في هذه الهجرة. وتشكلت مراكز يهودية متبنية دعوة ليوبنسكر في كتابه (التحرر الذاتي) وظهرت منظمة احباء صهيون في أوكرانيا، الداعية إلى الهجرة إلى فلسطين والاستيطان فيها.

حاول الصهاينة الألمان إدخال أطروحتهم القومية معلنين أنهم: "مرتبطين سوية بانحدارهم وتاريخهم المشترك يؤلف يهود كافة الأقطار جماعة قومية. وهذا الاعتقاد لا يناقض بحال من الأحوال مشاعرهم الوطنية النشيطة وقيامهم بواجبات المواطنة وخاصة تلك التي يشعر بها اليهود الألمان حيال وطنهم الأم ألمانيا"

لقد كان مقر المنظمة الصهيونية في وقت اندلاع الحرب العالمية الأولى في برلين. وحاول قادتها، وجلهم من الصهاينة الموالين لألمانيا، أن يسخروها خدمة لأغراضهم ومطامعهم.

ـــــــــــــــــــــ
بحث وتجميع: د.إبراهيم حمامي
07-11-2004