سؤال ملح رافق إنتفاضة الأقصى وتبنته بشكل غريب بعض الفضائيات العربيه لأمر في نفس يعقوب
السؤال الذ تم تلقينه في المقابلات والحوارات والتحليلات هو : هل في قدرة شعب فلسطين مواصلة الإنتفاضة وإلى متى ؟ ( تذكروا هذا السؤال طرحوه منذ الأسبوع الأول للإنتفاضة )
طبعا هذا السؤال المشبوه هو نتاج عن قلق لا على شعب فلسطين وإنما على تداعيات الإنتفاضة فكلما طال أمدها كلما فضحت ماضي بعض الانظمة التي لم تصمد بجيوشها لعدة أيام إضافة إلى تداعيات أخرى منها وهو الأهم أنه كلما طالت الإنتفاضة كلما خلقت إغراءا متزايدا في الشارع العربي للضغط في إتجاه مواجهة مخططات "اسرائيل" والولايات المتحدة .
عبر طرح السؤال المشبوه آنف الذكر تم إحاطة السؤال بهوامش إستفساريه لغاية الوصول إلى الهدف النفسي المقصود وهو خلق حالة يأس من قدرة الإنتفاضة على الإستمرار وهذه الهوامش المرافقه والمتممه كانت تجيء بشكل إعتراضي كمثل مقارنة ومقاربة الإنتفاضة بما تحقق في جنوب لبنان والإستفسار الإعتراضي ياتي عبر مقولة أن : ظروف جنوب لبنان تختلف !
في النتيجة تكون محصلة ما يراد من هذا السؤال ومن الهوامش المرافقة له هي بذر اليأس ليتنهد في النهاية المواطن العربي قائلا : لا فائدة .
على أرض الواقع طال زمن الإنتفاضة مما أدى إلى إهتراء السؤال المذكور فأحبط في أيدي موجهي حرب التيئييس فجاءت أحداث الهجمة الشرسه وكان ذهولهم كبيرا فالجسد الفلسطيني كان ينزف لكنه ظل جسدا مقاوما فإذا بهم يسارعون عبر برامجهم لنعي المقاومة وهي حية ترزق فتكون عناوين مواضيعهم ـ وماذا بعد الغزو "الإسرائيلي" ؟؟ وماذا بعد تدمير البنى الفلسطينية ؟؟
عبر التنظير لهزيمة لم تتحقق على الساحة الفلسطينية يجيء من أرض الواقع على شكل أخبار عاجله بوقوع عمليات فلسطينية فيبلع مقدموا تلك البرامج ريقهم ويحتارون في أمرهم ويحدقون في الأسئلة على الشاشة أمامهم إذا ما تم تعديلها من (( كبار مهندسي بنية التعجيز والياس ))
مجرد لحظات من التمعن في منهجية بعض هذه المحطات سيتضح حتى لمن هم متوسطي الذكاء أن هذه الفضائيات تدار وتوجه من أساتذة مختصين في فنون العداء للأمة العربية .
فلو عصرنا مئات البرامج الحواريه واللقاءات لوجدنا الناتج الذي يعملون على تسويقه يتلخص في كلمتين : لا خير في العرب وان المقاومة الفلسطينية رهان خاسر .
تذكرني بعض هذه المحطات بمحطة للإذاعه البريطانية كانت تسمى (( محطة الشرق الأدنى )) وقد تم تدشينها لمحاربة المد القومي في أواسط الخمسينيات وحتى أن بعضا ممن يعملون اليوم في فضائية بعينها كانوا مستخدمين في تلك المحطة أيام شبابهم
المسألة أن عملية مكررة تجري الآن .. ما تغير فقط هو أنه أضيف للصوت .. صورة
والغريب أن البهارات هي نفس البهارات بمعنى إحاطة نهج التنظير الإعلامي التآمري بغلالة براقة من (( الصراحه ونشر قطع من الغسيل القذر ))
هذا هو الطعم لصيد سمين ..