على لحن واحد راحت كل الأجهزة الإعلامية العربية من مكتوبة
ومسموعه ومرئية تهز خصرها في رقصة ( آخر تانغو من المحيط إلى الخليج )
طبعا كما هو معلوم فإن بطل آخر تانغو في باريس الفيلم المشهور يرقص عاريا حتى
من ورقة التوت وهذه الأجهزة الإعلاميه العربية تحذو حذو ذلك الراقص العاري مع
فارق واحد هو أنها تحسب بأنها ترتدي ثياب الحشمة والوقار .
لكن هذه الأجهزة تناغمت في رقصها معا وكأنها تعيش لحظات من ذوب العشق والهوى
فقد وقعت جميعها في هوى "الإصلاح" وغرام ( محاربة الفساد ) وراحت تهز
الوسط على الواحده ونص تزغرد بأعلى صوتها
( اللي ما شاف يجي يتفرج .. عرفات في
الفساد بيدحرج )
وتضج قاعات الجماهير العربيه بالتصفيق آخذا منها الطرب كل مأخذ وهي تشاهد هذا
الرقص الفريد المتميز حول فساد السلطة الفلسطينيه .
ما من صحيفة أو جهاز إعلام مرئي وغير مرئي توقف ليقول ( يا عباد الله .. إتقوا
الله ) فسلطة عرفات ليست هي السلطة الفاسدة الوحيدة في الدول العربيه فجميع
الأنظمة العربية كلها فاسدة ومتعفنه ورائحتها تزكم الأنوف وسلطة عرفات كانت فقط
الأخيرة في التسلسل الزمني .
في الرواية قيل أن واعظا خطب في جمع للنساء فحرم لباس القصير والبنطلون الضيق
فقالت له إحدى الحاضرات : لكن إبنتك ليلى تجوب المدينة بفستان قصير فأجابها (
يليق بها مقصوفة العمر )
هي ذاتها الأسطوانة تتكرر اليوم كل الفاسدين في العالم العربي "إنتفضوا"
خرجوا في مظاهرة صاخبه يتقدمهم قارعوا الدفوف مطالبين بمحاربة فساد السلطة
الفلسطينية ....
هذه هي المهزله .