الآن أصبح واضحا أن الرئيس عرفات لم يعد يسيطر على (( البيت الفتحاوي )) وذلك بعد أن كان واضحا أنه فقد السيطرة على (( البيت الفلسطيني ))
المعنى أن الخلل هذه الأيام هو في عقر دار الرئيس وليس في بيوت الجيران كحماس أو الجهاد أو المنظمات الأخرى .
فبدون الإعلان عن تآكل قدرة الرئيس عرفات على ضبط الإنفلات في عقر بيته الفتحاوي يدرك كل من يعنيهم الأمر .. هذا الأمر .
بالكلمات وحدها يؤكد الرئيس عرفات أنه ما زال رب (( البيت الفتحاوي )) حين يدين عمليات كتائب شهداء الأقصى وهي (( من صلبه ونسله الفتحاوي )) وترد عليه الكتائب (( بالتفجيرات )) لترسم خطا فاصلا بين نصائح الأب وبين أعمال الأبناء ... فقط من باب التأدب لا ترد الكتائب على الرئيس بالكلمات لأنها تود الإبقاء على شعرة معاوية ولتسد الباب على شماتة (( الأعداء ))
هذا التأدب لدى كتائب الأقصى وفتح في غالبيتها يفسره (( الرئيس وحرسه القديم )) على أنه تواصل الولاء ويوهمون أنفسهم بأن عدم إنضباط البيت الفتحاوي سببه ومرده لنفر قليل تتحكم فيه نوازع الطيش وإندفاع الشباب .
هذه الرؤيا من الرئيس ومن حرسه القديم تدل على سذاجة حسن النوايا وتثبت أنهم سياسيا ما زالوا يشكلون جسوما أشبه بتلك التي عادة ما تكون من الشمع في متاحف الشمع .
هؤلاء وفي مقدمتهم الرئيس عرفات يغطون في نوم عميق فوق وسسادة إسمها (( التراث الثوري )) بمعنى أنهم ينزلون الأسواق ببضائع قديمه تاريخ إنتاجها يعود لما قبل اوسلو وهذه البضائع غدت أشبه ما تكون بعلب السردين الذي إنتهت مدة صلاحيته ولم يتبق منه سوى رائحته الكريهة ومكروباته السامة .
فالرئيس عرفات وحرسه هم اليوم في عقر بيتهم الفتحاوي كالطرشان في الزفة .
الدنيا كلها تسمع كتائب الأقصى عبر عملياتها ترفع شعار (( الرمز هو الرشاش )) بينما الرئيس مع حرسه القديم يتمتمون برومانسية بيت الشعر القائل (( ما الحب إلا للحبيب الأول ))
هنا خطأ عرفات وهو أن (( الحبيب الأول )) ليس سيادته بل هو سيادة فلسطين
ذلك الحبيب الأول في ندائه طغى على فتح .. فتح ما بعد اوسلو .. ذلك أن فتح ما قبلها .. هجر الحبيب ودار على حل شعره وراء الأبواب الخلفية في أزقة مدن التنازلات والإحتكارات وفساد وإفساد العباد .
فتح أصبحت بتتكلم عربي فلسطيني فصيح فهل يفهم الحرس القديم هذه اللغة .