لو كان شارون على قدر قليل من الذكاء لكسب تعاطفا واسعا لدى الجماهير العربية .
فهو مثلا حين إشترط (( إجراء إصلاحات )) في السلطة الفلسطينية قبل التفاوض معها أصاب بقدر ما أخطأ وتورط .
أصاب من باب أن السلطة حقا فاسدة وهو بذلك لم يكتشف أمريكا لكنه أخطأ ذلك أنه حصر الإشتراط على السلطة ولم يعمم .
ففي الوقت الذي يرفض فيه شارون التفاوض مع (( فاسد )) يقترح التفاوض مع أباطرة الفساد حين يدعو لمؤتمر إقليمي تشارك فيه أنظمة عربية ذكرها بالإسم يجمع العالم على تجذرها في فساد ندر مثيله .
من هنا نظر الشارع العربي بعين الشك لإشتراطات شارون وتملكته الدهشة من رجل يرفض الجلوس على مائدة واحدة مع سارق بيضه بينما يبعث بالدعوة لسارق البعير .
لو عمم شارون (( إشتراطه )) لإصلاح شامل لهز الناس رؤوسهم من المحيط إلى الخليج وقالوا هذا رجل صادق .. يريد الخير لجميع الجيران وأما تخصيصه سلطة عرفات فحسب فذلك يدرج في باب المثل الذي يقول (( بكرهك بمسك عليك غلط .. وبحبك ببلع لك زلط ))
وعلى ذات خطى شارون في هذه المسألة سار الرئيس الأمريكي بوش فهو أيضا من جهته كان سيىء الحظ حين لم يضع معظم الدول العربية في خرج واحد ..
هذا إذا كان حريصا على القيم السياسية عالميا إنما أن يقصر همه على الإمساك بتلابيب عرفات والصراخ عليه بأنه (( فاسد ولص )) بينما يفتح ذراعيه لإستقبال زعيم لا يتقن لغة قومه و يأخذ إلى جانبه آخر (( هو علي بابا )) في نزهة فتلك من الكبائر .
الحكاية إذن ليست فسادا .. الحكاية ليست رمانه وإنما قلوب ملآنه .
ظلموك يا عرفات .. إستضعفوك فوصفوك ..
جميعهم أساتذة في الفساد ... سرقوا مثلك بل وأكثر .. أحاطوا أنفسهم بالبطانة السيئة مثلك بل على مستوى أرفع .. ولطشوا ... من خزائن مكدسة وأنت لطشت من البلاط .. فماذا تأخذ الريح من البلاط ..
صوروك على أنك (( علي بابا )) مع أنك فقط واحد من الأربعين .
ويخلق من الشبه أربعين .