النظام الأردني كما نلاحظ جميعا في حيص بيص من أمره ..
تماما كمن على وشك أن يفقد الصواب .
الأكثر ألما له كانت قضية إقصائه عن قمة شرم الشيخ الثلاثيه .
وهو منذ ذلك الوقت يعمل على أسدال ستار من التعمية والتعميم على (( تقزيم دوره )) بل ربما القول على الإستغناء عنه في سياق معالجة القضية الفلسطينيه .
والأنكى من ذلك أنه أعقب عملية إقصائه إتهامات احمد جبريل له بضلوعه مع "اسرائيل" في التخطيط والتنفيذ لإغتيال إبنه جهاد .
يتزامن مع ذلك كله (( تسريبات )) تنتشر في محافل عدة دولية وعربيه عن إتفاق تم عقده بين عمان وتل أبيب للتقاسم الوظيفي في الأراضي الفلسطينيه وهو ما حاول الأردن القيام به في مطلع الثمانينات إبان تأسيس روابط القرى وحين كان شارون وزيرا للدفاع .
هذا الكم الهائل من سياسات (( الإستخذاء )) والخنوع غدت واضحة للعيان شعبيا وعلى صعيد الأنظمة .
يضاف إلى ذلك كم هائل من الفساد الداخلي التي بلغت سقفها الأعلى في فضيحة الإعتمادات التي كان متورطا فيها شخصيات من أمثال مدير المخابرات السابق .
ورقة التوت الوحيدة التي بقيت هي زيارة هنا أو زيارة هناك يقوم بها الملك .
محاولة عبثيه لا تغني ولا تسمن وهي محاولة يشارك فيها الرئيس الأمريكي من باب جبر الخواطر ليس إلا ذلك أنه يستقبل الملك الأردني دونما حاجة لأية تشاور معه ذلك أنه كما يقول المثل ((( لا يهش ولا ينش )))
كثيرون يصفون النظام الأردني هذه الأيام (( بالمريض )) بل يذهب البعض إلى القول أنه في غرفة الإنعاش .
وهنالك من يعيد بدايات مرض هذا النظام إلى نفس البدايات الدولية التي تنادي بإقامة الدولة الفلسطينيه .
إقامة الدولة الفلسطينيه معناها استراتيجيا هو قطع أنابيب التنفس الإصطناعي للنظام المريض .
فما بالك إذا كان هذا المريض لا يعاني من ضيق التنفس فحسب بل يعاني من أمراض شتى بعضها مزمن وبعضها زامن البحث عن تسوية في الشرق الأوسط .
ما تبقى لرموز هذا النظام مجرد الدعاء الذي يقول (( اللهم لا نسألك رد القضاء وإنما اللطف فيه )))