المصابون بعمى الألوان وحدهم لا يرون (( جردة الحساب )) لنتائج الإنتفاضة حتى اليوم .
محصلة الحساب على الجانب الفلسطيني معروفة ومكررة .. في عدد الشهداء والجرحى وهدم البيوت وفرض الأطواق .
وهو ثمن طبيعي لأي شعب يسعى لإنتزاع حريته من براثن محتل غاصب .
لكن جردة الحساب على الصعيد "الإسرائيلي" ماذا تقول .
الواضح للعيان في هذه الجردة ما نعرفه جميعا وهو قتلى وجرحى .. كساد .. وفزع عام .
لكن المهم هو غير المرئي ووغيرالمنظور .
أكبر خسارة لـ "إسرائيل" .. كانت في تهاوي نظرية السادات التي رفعها والقائلة بأن المسألة برمتها هي (( الحاجز النفسي )) بين العرب وبين "اسرائيل" فهذا الحاجز النفسي الذي ظنوا أنه تهدم في كامب ديفيد الأولى نجده اليوم يعلو ويرتفع فها هم مواليد ما بعد السادات ... هم من يتظاهرون ويقاطعون ..
فهل من الصدف أن تنشر هذه الأيام صورة لجسد السادات عاريا في ذات الوقت الذي تتعرى نظريته في السلام .. يا للعجب .
وكما هو حال كامب ديفيد كان حال وادي عربه (( والصلح الأردني )) بقي الجوهر في أعماق الشعب الأردني يزداد توهجا فإذا كان شمعون بيرز قد وضع رجلا على رجل على أحد مقاهي العاصمة الأردنية وراح يدخن النرجيله ..عشية وادي عربه .. فهل يجرؤ اليوم حتى العبور مسرعا .
جيل ما بعد كامب ديفيد ووادي عربه أضحى أكثر عداءا لـ "إسرائيل" من الأجيال التي سبقته .
هذا على الساحة العربيه وأما على الساحة الفلسطينيه فقد طرحت "اسرائيل" منذ عام 1967 عملة إسمها (( التعايش السلمي )) هذه العملة لا يتم تداولها اليوم في فلسطين .
على الساحة الأوروبيه كانت "اسرائيل" تحتكر الملعب ومدرجات الملعب .. اليوم إخترق اللاعب العربي هذه الساحه وكسر الإحتكار "الإسرائيلي" فالجمهور في اوروبا يهتف اليوم للقضية العربيه بشكل بدا مستحيلا .
حتى الساحة الأمريكيه بدأت ملامح التغيير تظهر فيها فالشعب الأمريكي في آخر إستطلاعات الرأي أظهر تعاطفا مع القضية الفلسطينيه لم يكن متوقعا حتى في الأحلام .
هذا غيض من فيض .
وبالتمعن والتروي سنجد أنفسنا نردد (( الدنيا بخير ))