كتبت صفحتين .. فعدت مزقتهما .
كتبت ثلاثة صفحات ثم فعلت ذات الأمر .
مضت أربع وعشرون ساعه فعدت أمتشق القلم وكتبت خمسة صفحات لكن أيضا تركتها تلاقي نفس المصير .
السبب هو العنوان ... فقد كان عنوان مقالي ((الفاسدوون)) .
حسبت في البداية أن تغطية الموضوع قد تحتاج عدة صفحات واكتشفت بعد التجربة أن التغطية تحتاج لأطروحة كأطروحات نيل شهادات الدكتوراة .
.. الفكرة شدت إنتباهي .. وهي فعلا تصلح لنيل أطروحة الدكتوراة بذات العنوان ((الفاسدون)) .
طرحت الفكرة على طالب جامعي كان يلهث وراء موضوع .
عاد بعد يومين قلقا محتجا يخاطبني بقوله : هذا موضوع شائك ومتفرع ومعقد .
بعد التمعن في قول الصديق وجدت أنه محق في ذلك .
كل واحد من بين هؤلاء الفاسدين يصلح كموضوع مستقل بذاته لنيل أطروحة دكتوراه في الفساد وفنونه وطرقه .
عدت لصديقي طارحا عليه تعديل موضوع الأطروحه مقترحا عنوانا جديدا هو ((تعارك الفاسدين)) سألني أتعني إشتباك بعضهم ببعض .
قلت هذا بالضبط ما أعنيه .
فرك يديه فرحا وغاب يوما واحدا عاد بعدها ليخبرني بأن الموضوع سخيف وليس فيه ما يصلح للبحث .
إستغربت وسألت ؟؟ تمزح أم أنت جاد ؟؟
أجابني : وجدت ان الأطروحه لن تكون فصولا وأبوابا بل ستكون مجرد كلمةواحده .
.. سألت وماذا تعني بالكلمة الواحده .
أجاب : حربهم فما بينهم كانت كلمة واحده قالها كل واحد للآخر .
سألت : وما هي ؟؟
أجاب : لص
كل منهم يقول للآخر وعنه ((لص))
علت وجهي الإبتسامه : فليكن يا صديقي .. لماذا الإسهاب .. وهل يجب أن تكون الأطروحة من آلاف الكلمات .. لتكن من كلمة واحده ..
النمط السائد يا صديقي هو إختصار الطريق .. فمثلا اليوم إختصار الطريق للثروة والمال هو كلمة (( وزير ))
طبعا وزير إنما بماضي ثوري .
نهض صاحبي وهو يقول : لا بأس إذن ستكون الأطروحة من كلمة واحدة لا غير .
إستوقفته مضيفا لكن بإمكانك الإضافه على الهامش كأن تذكر مثلا .. كلمات كمثل الموساد والشاباك و السي آي .
إيه ..
سألني : هل أذكر أسماءهم الحركيه .
أجبته ضاحكا : الثابت لا يتحرك .. وهم في زمن الثوابت .. لم يعودوا حركيين .
أجابني : سأسميهم ((اللصوص الأبوات))
ودعته وأنا أقول : أو آباء اللصوص .