معظم سكان مدينة القدس القديمه يعرفون من هي خضره ، فهي لاتزال كعادتها ومنذ عهد
الوصاية الأردني تفترش الدرجات قرب باب العامود لبيع ما تحمله في سلالها من
بقدونس وفلفل وميرميه وأصناف أخرى .
كل شيء تغير في الدنيا : يقول عدد من المارة إلا روح الدعابه لدى (خضره) ، فهي
التي تصدر صباح كل يوم نشرة صحفيه تسبق صحف بيت المقدس في النزول
إلى الأسواق ..
نشرة (خضره) هي نشرة يوميه شفويه غير مكتوبه .. وأول من
يتلقفها هم سائقوا المركبات العموميه المتجهون لمدن الضفة وغزة وبهذه الطريقة يتم
توزيع نشرة (خضره) على أوسع نطاق بل وعبر الرواة على طريقة : يا بنت قولي
لأمك .
وتعبر نشرة (خضره) الجسور إلى عمان ومنها إلى الحواضر والبوادي
..من المحيط العاثرِ إلى الخليج الداشرِ
وكما للصحف أسماؤها فكذلك نشرة (خضره) لها إسمها فالناس في فلسطين
يسمونها نشرة (خضره برس) على نسق (يونايتد برس) ..وأكثر الموزعون
نشاطا لنشرة خضره هم بائعو الكعك والبيض والفلافل على أرصفة الشوارع الفلسطينية
..
تقول أقرب المصادر من خضره وهي الحاجة فاطمه أن أول نشرة أصدرتها خضره كانت
ذات صباح من عام 1949 ومن فوق سور باب العامود في القدس وذلك أثناء أول زيارة
قام بها ملك شرق الأردن عبد الله الأول للمدينة بعد ضم الضفة لمملكته فما أن وضع
الملك رجله على أولى درجات باب العامود حتى أطلقت خضره زغرودتها التاريخية
المشهوره :
آويها .. آويها ... يا ملك عبد الله
آويها .. آويها .. يا نقمه من الله ..
آويها ... بعت اللد والرمله
آويها .. يا خوفي تبيع رام الله
وقبل أن يعود الملك عبد الله إلى عاصمة السيل في ربة عمون (عمان) كانت
زغلوطة خضره تسبقه إلى صالات وأندية وأفراح وزفات الفلسطينيين ..
من ذلك اليوم وخضره تصوغ الأحداث عبر زغاريدها .. ورغم أن الشيب غزا رأسها فإن
إبداعها ما زال معطاءا متدفقا .. فآخر نشرة وزعتها كانت بمناسبة (التشكيله
الوزاريه الجديدة) فقد قالت لا فض فوهها :
آويها ... يا عرفات يا شيخ القبيله
آويها .... تسلم إيديك عَ هالتشكيله
أويها ... وهيك بِتكمَل (السَلَطه)
.. آويها .. مع الشوربه والتتبيله
ومنذ أن أطلقت خضره هذه الزغلوطه أو الزغروده قيل ان عروضا إنهالت عليها من
وزارة الإعلام الفلسطينيه لتعمل إلى جانب وزير الإعلام الفلسطيني كي تطلق في
نهاية مؤتمراته الصحفيه زغلوطه توثق للحدث .. ولما كان الشيء بالشيء يذكر فإن
مواهب خضره قد تعددت فأعدت لنفس المناسبة (طقطوقه) شعبيه لترديدها خلال
ليالي إستقبال المهنئيين والمهنئات :
يا بنت أوعي تعيطي
وافرحي وازغلطي
وراكِ شلّة ثوار
أغلاهم سعرو دينار
زبّطي واتزبطي
ويا بنت .. زغلطي