إقصاء الأردن عن زفة شرم الشيخ
بقلم : د . محمود عوض

****12/5/2002*****

قرار إقصاء الأردن عن القمة الثلاثية في شرم الشيخ هو الأقرار الأهم الذي لن يتضمنه البيان المشترك والذي ربما لم يتنبه له المراقبون .
إقصاء الأردن عن القمة الثلاثية وتغييبه طبعا لم يكن برغبة أردنية أو بسعي منه ذلك أن قادة الأردن أكثر الزعماء حبا بأن يكون لهم في كل عرس قرص .
فحضور القمم مصغرة أو مكبرة لدى الملك الأردني هي هدف في حد ذاته كما هو ركوب بساط الريح في التنقل من عاصمة لأخرى فقط لإثبات أمر واحد وهو طمأنة أنفسهم بأنهم موجودون على الخارطه ... وخلق فرصة إعلامية للقول للشعب الأردني بأنهم يتحركون .
فالقرار بإقصاء الأردن بالتأكيد وقع على الملك وحكومته وقع الصاعقه فهو يعني قرارا بتعديل فريق دول الطوق إذ جاء بالسعودية الأبعد جغرافيا لتكون الأقرب قوميا وسياسيا لشعب فلسسطين وقضيته .
هذا جانب من الصورة أما الجانب الآخر فهو أن إقصاء الأردن يبعث رسالة واضحه لمن يفهم وحتى لا يفهم بأن ضمان السرية لمداولات القمة الثلاثية تقتضي إغلاق الباب الذي تجيء منه رياح التسرب والتسريب فعبر تجارب الماضي تأكد لعدد من القادة العرب أن الحضور الأردني هو (( إختراق )) يفض بكارة الكتمان والسرية لأي عمل جاد .
هكذا يجيء قرار قمة شرم الشيخ الثلاثية واضحا تمام الوضوح قائلا (( تجنبوا الشبهات )) هذا هو القول الأكثر نعومه لكن القول الأكثر صراحة والقادم على الطريق هو أن الأردن يجري تفاهمات سرية مع شارون ضمن ما يطلق عليه شارون (( سياسة التقاسم الوظيفي ))
الأسرة المالكة في عمان هي الأكثر بغضا وكراهية لإقامة دولة فلسطينيه حتى من شارون .
ونفس هذه الأسرة هي الأكثر إستعجالا لقمع المقاومة والإنتفاضة حتى من أسرة حزب الليكود .
هذه البدهيات ترجمها مؤتمر القمة الثلاثي في شرم الشيخ إلى لغة سياسية .. وحسنا فعل .

الدكتور محمود عوض مع التحيات