لا أجد أروع من مخزون التجربة الإنسانيه التي عادة ما يختزلها المثل الشعبي
على سبيل المثال فإن مثلا شعبيا واحدا يغطي بالتحليل والإستشراف المستقبلي وضع حكومة السلطة الفلسطينيه تغطية كاملة .
وأغرب ما في أمر السلطة وحكومتها "الرشيده" أن هنالك عدة أمثلة شعبيه فصلت على مقاسها تفصيلا .
فهذه السلطة بكل ما تحمله من آثام الفساد والتسيب تحاول تسويق التوبه بطلب إعطائها فرصة جديدة ومهلة من الوقت وهي تعلن توبتها وتطلب طي صفحة ماضيها وهنا يتطوع المثل الشعبي في أروع تجلياته قارعا أجراس التنبيه والتحذير بكلمات معدودة هي : "ذنب الكلب أعوج حتى لو وضعوه في مائة قالب"
أوليس هذا هو الرد .. لكن منظري السلطة يضيفون في طلب الغفران حجة أخرى هي أنهم أضافوا لصفوفهم وجوها جديدة لا يجوز الحكم مسبقا عليها وهي واعدة بالخير
أيضا يشمّر المثل الشعبي عن ذراع الحكمة والخبرة ليرد عليهم قائلا : "قل لي من تصاحب .. أقل لك من أنت" .
كما يدخل الساحة للمحاججة مثل آخر يقول بأعلى صوته : "من يقرب .. الدست .. يتسخم" وهل هنالك أكثر سخامة وتفحما من دست السلطة وطناجرها
ولا ينسى هؤلاء من بطانة السوء من لبس العمامة واعتلاء منابر الوعظ للإفتاء التشريعي بقولهم كما أن الإسلام يجبُّ ما قبله فإن التوبة تجبّ ما قبلها ويقفز فارس الحكمة والتجربة مثل شعبي صارخا في وجوههم : "قالوا للحرامي إحلف .. قال أتى فرج الله" .
وفي ذات السياق يخرج المتنبي متلفعا بعباءة الشعر منشدا على مسمع كل الساحات مطلع بيته الشهير :
لكلِّ إمرىءٍ من دهره ما تعودا .
بعد كل هذا الطوفان من التجربة والحكمة .. هل يتبقى مكان لبطانة السوء والسلب والنهب لتسيير دفة حكم الشعب الفلسطيني ؟
قد يقول قائل منهم هنا : لكننا أبعدنا من بينننا بعض المفسدين .. أليس هذا مؤشرا على النية الجادة للتوبة والإصلاح ؟
مرة أخرى يتصدى القريض في سياق شعري مرددا بيت شعرٍ تضرب جذوره في أرض الحكمة ومملكة التجربة ليقول :
لا تقطعنّ ذنبَ الأفعى وتتركها .. إن كنت شهما فأتبع رأسَها الذَنَبا
ويقينا أن شعب فلسطين شعب شهم .. لن ينطلي عليه قطع ذنب الأفعوان .. بإبعاد عددا من أهل التسيب والفساد فهو ما زال يرى رأس الأفعى ينفث سمومه .. وهكذا تكون اليوم معركة الإصلاح من شقين .. شق يهدف للإبقاء على رأس الأفعى .. وهو البطانه والمرتزقه والمستزلمون .. وشق هو الشعب بغالبيته الغالبه يجد ويسعى لإلحاق الرأس بالذنب وهو متسلح لذلك بأكثر الأسلحة فتكا .. الوعي واليقظة .. التجربة والحكمة ... وأمثلته الشعبيه المنبثقة من تراث الجدود ومن بينها ذلك المثل القائل : كبِّ الزيت مع الفار غنيمه
هذا هو الحل .. كب الزيت مع الفئران والجرذان .. فلا كانوا ولا كان هذا الجاه والسلطان