ومضات..(3)
صدام حسين ..بين النباح والنعيق...؟

قلم : يعقـوب الـقوره

قبل ايام مرت الذكرى الأولى للجريمة التي ارتكبتها قوات الغزو الاستعماري الجديد للقطر العربي العراقي وهي جريمة القبض على الرئيس العراقي صدام حسين ومن ثم استكمال مشروع تدمير النظام والهيكل الدستوري والوطني لدولة عربية وهو ما تحقق بالتعاون مع بعض حثالات من العملاء الذين تاجروا بقضية وطنهم وحريته عبر كل بوابات النخاسة العالمية وفي سبيل مصالحهم واطماعهم الشخصية التي البسوها زورا غطاء (المعارضة) ولم تكن في (اغلبها) الا مجموعات من اللصوص والحرامية الذين امتدت ايديهم لتقبض من كل قراصنة الأوطان والشعوب .

في ذكرى هذا الحدث انطلقت وعبر صفحات بعض الصحف وبعض مواقع الفكرالنفطي الألكترونية موجات من النباح والنعيق تسبح بالشكر والحمد لقوات الاحتلال على ما فعلت...دون ان يحاول الواحد من هؤلاء النباحين والناعقين ان يتفكر ويمعن التفكير بضمير - ان بقى لديهم بعضا منه - بمعنى ما حدث وان يتفكر وبعمق بما اصاب العراق وشعب العراق منذ بدء هذا الاحتلال الأسود لهذا الجزء من وطن العرب .

وهنا لابد من وقفة نؤكد فيها على امر هام وهو اننا لا نكتب هذه الكلمات والسطور دفاعا عن صدام حسين وفترة حكمه والتى لم تكن في محصلتها الأخيرة إلا صورة من صور انظمة الحكم في الوطن العربي .. بيد أن هناك اسئلة نود طرحها على هؤلاء النباحين والمصلين بكل ايات الاحتلال والراكعين له ، ترى كيف ترضون لأنفسكم ان (يحرركم) زعماء عصابة دولية ولم يكن تحريرهم الا مرحلة جديدة من القتل والتدمير لانسان العراق وبنية دولته العراقية ...ولم يكن (تحريرهم) الكاذب الا حدوتة بنيت على الكذب والخداع وكل انواع الوهم بحرية وديمقراطية و الذى ابتلعتموه بكل سهولة ..فأى ديمقراطية يمكن ان يجلبها محتل لبلد يحتله وهو يدرك ان اول درس في دروس اليمقراطية هو (الحرية) الحرية الحقيقية للانسان ... فأى حرية يتمتع بها اليوم شعب العراق غير حرية فوضى القتل والذبح والحرق والتدمير ..وهي الحرية التي اباحها الاحتلال لقوى دعاة الطائفية والشعوبية والاقليمية الذين لا يهدفون الا لتمزيق وحدة العراق وشعب العراق ؟؟

كان على هذه الأفواه النباحة والناعقة عبر هذا البعض من صفحات ومواقع الفكر النفطى ان تتفكر مليا وان تسأل نفسها لماذا تسمح لكم هذه المواقع بكل ما تنبحون وتنعقون به ضد العروبة وعروبة العراق وقومية العرب على شكل اسهال فكري يبدو وكأنه لا شفاء لكم منه .. وفي هذا المجال فقد اسمح لنفسي بأن اتحداكم ومن منطلق ان حكام دول اصحاب هذه المواقع ليسوا انظف او اعدل في حكمهم لشعوبهم من صدام حسين وفي مواقفهم من الحرية واليمقراطية وتعاملهم مع معارضيهم ، ان تكتبوا عنهم وعن جرائمهم التي لا تقل او تختلف عما ارتكبه صدام .. اتحداكم ان تجدوا ولو سطرا واحدا مما تكتبون على اية صفحة من هذه الصفحات .

ان البحث عن حرية انساننا العربي ووطننا العربي ..ومن اجل تحققهما يجب ان تنطلق من داخلنا وبسواعدنا وضمائرنا لا بالاستعانة بالأيدى الغريبة التى لن يكون هدفها في النهاية الا تمزيق شمل هذا الوطن ونهب مقدراته واستعباد انسانه ..وهو ما كان على هذه الأصوات النابحة والناعقة ان تتفكر به .. وان تدرك ان كل ما يشاهدونه على مسرح الوطن العراقى المحتل من ديكورات ليس الا ديكورا لمسرحية اسمها وعنوانها (تحرير العراق) وهي مسرحية مليئة بالزور والبهتان و لن ينزل الستارة عنها نهائيا الا المقاومة ..والمقاومة الحقيقية التي تدرك وتعرف معنى ان يكون وطنها محتلا من الأجنبي الغريب وعملاؤه..

يعقوب القوره
yjacoob@cogeco.ca

- تاريخ النشر : 13-12-2004