في ... الأنترنت النفطي ؟؟!!
شـعر : يعقـوب الـقوره *
بعد النكسة التي اصيبت بها الأمة العربية في عام 67 والتي كم كان تأثيرها كبيرا علي مجريات ومسار تيار الفكر القومي العربي وخاصة ان الضربة جاءت لتصيب القلب من الأمة العربية (مصر) وكذلك الرمز العروبي الخالد الزعيم (جمال عبد الناصر) الذي لم يوفر جهدا او طاقة لتجاوز هذه المحنة وتمثل ذلك في اكثر ما تمثل في الأعداد لحرب تحرير ما فقد واعادة بناء هياكل الدولة وعلى رأسها الجيش الذي استخدمه بطل استسلام كام ديفد فيما بعد في خوض حرب عام 73 وحقق به النصر الذى نسبه لنفسه بعد ان انكر الدور الحقيقي الذي اداه جمال عبد الناصر في ترتيبات هذا النصر ..المهم كان من نتيجة التغييرات التي شهدها الوطن العربي ان اعادت الظروف شرايين الحياة للقوى الرجعية المحافظة لتلعب الدور المرسوم لها
في شرزمة هذا الوطن واستغلال انسانه بسبب ضرورات الحاجة الأنسانية..مستخدمة في ذلك الأموال التي تدفقت عليها بعد الحرب ...وكان اهم سلاح استخدمته في اعادة تلميع صورتها هو سلاح الأعلام والفكر والثقافة وبعد ان استطاعت بأموالها بناء صروحا كبيرة من تلفزيون واذاعات ووكالات انباء ودورا للصحف سواء في داخل حدود هذه الأقطار او في المهاجرالخارجية ..والتي لم تتوفر لدول كثيره سبقتها في سلم البناء الحضاري.. كان لابد من ايجاد العنصر البشري للقيام بالدور المطلوب لهذه المؤسسات ..ولما لم يكن هنالك عدد كاف من الكفاءات الوطنية ..( وكان البعض من هذه الكفاءات يرفض التعامل مع هذه البنى بحكم الأنتماء الفكري والسياسي الذي يتعارض مع ما تمثله هذه المؤسسات في واقعها وحقيقتها ) فقد كان اللجوء لأستخدام كفاءات ومهارات عربية تسد هذا النقص...كان البعض من هذه الكفاءات قد ارتضى ان يقوم بهذا الدور من منطلق قومي في محاولة صامته لحماية الفكر القومي العربي ومحاولةحماية الأجيال الخليجيه الطالعة من تأثيرات الفكر الآخر المتعارض معه ...الأ ان البعض من القسم الآخر من هذه الكفاءات كان قد ارتضى بيع والتنازل عن ضميره الوطني المتمثل بخبراته الفنية او قدراته الفكرية او الثقافية في مقابل مركز يمنحه وجاهة ..او مال يسد ليس حاجته فقط بل يحل عقدة الفقر والغنى عنده ...وهكذا راحت هذه الفئة تقدم لأولي امرها كل ما يحتاجه من خبرات وادوات وحروف اقلام لتلميعة
حتي ولو ادى لأختراع تاريخ لم يشهده التاريخ ولم تعرفه الأيام
حتى بتنا نسمع ونقرأ تاريخا مليئا بألأحداث والبطولات الوهمية لأناس لا تعرف من علوم الدنيا غير الناقة والجمل وصقر الصحراء ولا تعرف فك الخط ولا معانيه على ما تقول العرب عن الأنسان الجاهل...وقد اذداد استشراء دور هذه الفئة حتى اصبحت تمثل تيارا صاخب الصوت فى مسيرة فكرنا وثقافتنا العربية حتى اطلق عليه البعض ( الفكر النفطى ..او الثقافة النفطية )وهو التيار الذي يرفض اى نقد او انتقاد لخطأ او فعل خاطئ لأ ي رمز من رموز اؤلى الأمر النفطيين فالأبواب مغلقة امام اي مفكر او مثقف يحاول ذلك ...وقد كنا نعتقد ان ثورة
علوم الأتصال الحديثة بكل ما صنعته من تغييرات وما قدمته من ادوات قادرة على اجتياز اعتى الميافات بأسرع من البرق وقادرة على الدخول الى اى مكان من اماكن معيشة البشر رغم كل المحازير ...ناقلة ما يدور وما يحدث فى عالمنا دقيقة بدقيقة بل ثانية بثانية ..واهم هذه المظاهر هى ظاهرة ما عرف بثورة (الأنترنت)التى كنا نعتقد انها وبكل ما تمثله من قوة فى نقل الرأى الذى يود الأنسان فى اي مكان ان يعبر عنه ومستخدما الأسلوب الذى يعجبه فى ذلك ستقود الى تغيير الطريقة والأسلوب الذي
يتبعه تيار الفكر النفطي الذي يمارس دوره ذاته عبر صفحات
( الأنترنت) في تفاعله مع الفكر الآخر وقبوله لهذا الفكر واساليب تعبيره حتي ولو تعارضت معه..فهذا الفكر النفطي الأنترنتي ما زال يعاني من مرض الحساسية الذي تلبسه والذى يغلق ابواب صفحاتة امام اي فكر ينتقد او يتضمن فى محتواه نقدا او مسا برمز من رموز أولى امره او ذكرا لأحدهم بطريقة لا تتماشىوالاسلوب المتبع لديهم ....ولعل ما حدث معى خلال الأسابيع القليلة الماضية ومع احد هذه المواقع النفطية الأنترنتيه
يوضح حقيقة مثل هذا الموقع ..فخلال تصفحى الأعتيادى للمواقع العربية ورغبة منى فى الخروج عن النطاق المحلى
والمحصور بالكتابة للصحف المحلية هنا فقد رحت ابحث فى اى من هذه المواقع الكثيرة يمكن ان اتوصل معة وان اطرح من خلاله ما يجول فى الخاطر وما نود التعبير عنه ..وبعد تفكير
ونظرا لما كان يذكره هذا الموقع عن عدد ملايين النقرات التى
يحصل عليها من القراء المتصفحين للمواقع فقد قررت الكتابةلهم
وكان الموضوع الأول يتضمن نقدا شديدا ولاذعا لما كان يجري
فى قطاع غزه من احداث ونشر المقال ...وبعد ايام قليله الحقته بمقال اخر منتقدا ما كان يتعرض له فلم بحب السيما على يد رجال المؤسسة الدينية المسيحية فى مصر...وتم نشر المقال ايضا...وتم تخصيص زاوية بأسمى تتضمن المقالات المنشوره
ألأ ان ما حدث بعد ذلك قد اعادني الى الحقيقة التي تجاهلتها وهى ان الفكر النفطي ونوافذ التعبير عنه يرفضان بحساسية بالغة الأقتراب او المس بذوات ملوكه وامرائه واولى امره مالم يكن هذا المس او الأقتراب تمجيدا لهذه الذوات وتعظيما لها وتفخيما
فقد قمت بأرسال قصيده (لوحة ذاتية عن الوطن)للموقع اياه وانتظرت نشرها الاانها لم تنشر .. وتواصلت معهم بمقال اخر
عن الأوضاع المأسوية الجارية في عراقنا العربي ..وكان المقال
يحمل انتقادا لاذعا ايضا لأحدى الدول الخليجيه لدورها الحقير الذي لعبته لكل ما حدث في اقليمنا العربي العراقى..ألأ ان المقال لم ينشر ..بل ان الأمرتكشفت حقيقته حينما تم رفع المقالات التي سبق ونشرت بل تم الغاء الزاوية الخاصة بما نشر ..وكتبت لهم
مستفسرا عن ذلك الأان الرد الذى تسلمته بنفي ما حدث كان ردا
يكذبه الواقع الموجود على صفحات الموقع ذاته ...وهنا اجدني
اطرح تسائلا ..هل يجوز لي ان اشغل قارئ هذه السطور بمثل هذا الموضوع الذي يعتبر موضوعا شخصيا ..؟؟ هنا اجدني ارد على هذا التسائل بأن اقول باعتقادي بأن ما حدث يمثل ظاهرة
تتعلق ببعض هذه المواقع وبحكم انطلاقها وانتمائها للأعلام والفكر النفطي فأنها برغم ادعائها لحرية وديمقراطية التعبير
لكافة الأتجاهات فأن ما هو موجود علي صفحات مواقعها يكذب
ذلك ..فهي تتقبل وبكل ترحاب اى فكر واي ثقافة تهاجم وتتهجم
علي فكرنا القومي وثقافتنا الوطنية ..وتفتح صفحاتها لشرازم كتبة الفكر الشعوبي ودعاة الأقليمية البغيضة..ونظرة بسيطة لبعض هذه الأسماء وما تخط من سخافات وفكر منحط عن الوحدة العربية والقومية العربية ورموزها يوضح بطريقة جلية
حقيقة الدور الذي تؤديه بينما هي تغض الطرف عن كل ما يؤديه اسيادها من دور في خدمة القوى الأستعمارية ومن خلال نهبها للثروات القومية التي تستخدمها في شراء الذمم وممارسة كل انواع واشكال الأبتذال دونما خجل او ورع ضمير ..وهو ما يجب ان تحذره كل الأقلام الوطنية التي تؤمن بأن لها وعليها تقع مسؤلية الدفاع عن فكرنا العربي وهويتنا العربية...وليكن شعارنا
الذي يحمله ويمارسه اصحاب هذا الفكر وحملة اقلامه ..هو ..ان احذروا هذه المواقع النفطية التي هدفها هدم امل انساننا العربي
في وطن حر متحد ؟؟
- تاريخ النشر : 24.09.2004 -
* يعقـوب الـقوره
عضو اتحاد الكتاب والأعلاميين العرب (كندا)
عضو اسرة تحرير صحيفة (اخبار العرب) تورنتو