لدينا ، في ما كان يعرف بـ "كل بلاد العرب أوطاني" ، مثل شعبي يقول : "اتلم المتعوس على خايب الرجا" ، وهو مثل ينطبق على رئيس سلطة اوسلو وحاكم مزرعة تونس الخضراء ... فالمتعوس بتاع السلطه راح يدافع وبكل ما في برودة الطقس في أوسلو من حرارة ، عن خايب الرجا حاكم مزرعة تونس الخضراء بعد ان افصح عن وجهه الحقيقى فى عملية الختان التطبيعي التي اصابته واصابت البعض من عرايس الحكم العربي .
متعوس السلطه الأسلوى راح ينفخ في وجوهنا بكل روائح الكذب الأسلوية الكريهة وهو يبرر لخايب الرجا اقدامه على دعوة الأرهابى البلطجى لكى تطأ اقدامه التى داست على كرامة هذه الأمة ارض تونس وتراب تونس الحبيبة .
التقاليد العربية التى لا يجب ان تنسى فى مثل هذه المواقف ، حتمت أن تصافح يد الداعي يد المدعو .. وفي حالتنا هذه ، فقد امتدت اليد التي اغتسلت بدماء شعب فلسطين في اكثر من مكان ، لتصافح يد القمع المسلطة على شعب تونس الشقيق .. فيا للهول ، اين صارت والى اي مصير ذهبت ، مبادئ العروبة والوطن الواحد !
ان يأتي العباس ليذكرنا ، بأن "تونس بن علي" ، كانت قد احتضنت قوى الثورة الفلسطينية بعد فضيحة بيروت ، هو أمر غريب ، من حيث أن قوى هذه الثورة لم تذهب الى بلاد الماو ماو .. او بلاد تسو تسو .. بل ذهبت الى ارض عربية .. ووسط اخوة لهم من ابناء تونس ، ذلك القطر العربي والذى هو جزء من هذا الوطن العربي الكبير ، وبالتالي ، فإن الشكر والعرفان هو للشعب التونسي وليس لنظام الحكم .
إن تواجد الانسان العربي في اى بقعة من هذا الوطن ووقتما يشاء ، هو حق طبيعي ويجب أن يبقى كذلك ، رغما عن أنف هؤلاء الحكام الذين ارتضوا بهذه الحدود المصطنعة و التى زرعها وخطط لها اسيادهم من بلطجية استعمار ونهب الشعوب .
وعليه ، فإن دفاع رئيس سلطة اوسلو عن تصرف زعيم مزرعة تونس ، هو دفاع ليس له ما يبرره ، اللهم إلا في حالة ما كان العباس
قد أراد الدفاع عن نفسة وما ارتكب من تصرفات منذ اوسلو وحتى اليوم فى عملية (الأنحناء الثورى) التى قادها لتصفية القضية الفلسطينية اولا وأخيراً ، ثم محاولاته الحالية في القضاء على انتفاضة مقاومة شعبنا الفلسطيني ، وهو ما شجع هؤلاء الدمى (الأخرى) على الرقص على نفس الحبال التطبيعية التى باتت مكشوفة .
الم اقل لكم انه دفاع المتعوس عن خايب الرجا .. وهو الدفاع الذى سيعرف شعبنا العربي ليس فى تونس وحدها بل في كل وطن العرب كيف يرد عليه ذات يوم ولعله يكون قريبا ..
اللى جوه جوه ..واللى بره بره .. !
منذ فترة وقبل رحيل ياسر عرفات ، وهى ذات الفترة التى كان فيها المستر مهمود اباس رئيسا لوزراء سلطة اوسلو (سلطة كل من ايده ايلو) ، بعد ان تم تعينه من قبل البابا بوش و مساعديه من حكام يعرب رغما عن المرحوم وبالضغط عليه ، وبصفته رئيسا للوزراء فقد قام بأرسال خطاب رسمى الى السيد عمرو موسى امين عام جامعة الأنظمة العربية يعلمه فيها بأن الوزير ابن شعت
هو وزير الخارجية الذى له الحق في تمثيل .."دولة" السلطه في اجتماعات جامعة الأنظمة ، وبالتالى فأنه لا يحق للعم ابو
اللطف (فاروق القدومى) ، ان يمثل فلسطين فى اى اجتماعات جامعة أو غير جامعة ، وكان هذا يعنى تجريد الأخ ابو اللطف المتواجد وبصورة دائمة في خارج حدود دولة السلطة ، من سلطاته كوزير لخارجية فلسطين بعد ان رفض العودة مع من العائدين بحجة رفضه لأوسلو
، مما اشعل النار في راس ابو اللطف وكذلك رأس المرحوم الذى اعتبر تصرف عباس موجها ضده وضد احد اهم اصحابه بحكم
العلاقة الحميمية بينهما ، فقام بالاتصال بعمر موسى والغى مطالبة عباس اياها ، وكان ان اشتعل الصراع بين ما اطلقت عليه في مقال سابق بـ "صراع الجوه جوه .. البره بره" .
ابن شعت وبتأييد من عباس يدعى تمثيل الخارجية لإمبراطورية فلسطين العظمى والممتدة من حاجز التفاح في غزة حتى حاجز الموز في أريحا .. وابو اللطف يصر على
انه .. (الممثل الوحيد) لهذه الخارجية معتمداً في ذلك على شرعية قرار الراحل عرفات .. ونستطيع ان نقول ان سفينة القدومى بهذا الدعم العرفاتى قد شقت طريقها في التمثيل بدون عقبات ظاهرة .. حتى كانت ظروف مفاجئة المرض والرحيل السريع لأبي عمار ، الذى اشعل الكثير من الرماد الفتحاوى وكان اشده حرارة الصراع ذاته الذى تفجر من جديد بين عباس والقدومى بعد التشكيل الوزارى الأخير وتعيين
ناصر القدوة وزيرا للشؤن الخارجية وهو الموقع الذى دعمه عباس بشدة وعبر تصريحات علنية موجهة في حقيقتها ضد القدومى .
وهنا برز موضوع - الجوه جوه والبره بره - ، مرة اخرى على السطح ، وكأن بنا نحن ابناء هذا الشعب نعود لنتذكر من خلال ما يجرى ، تلك الحدوتة الشعبية التى كانت جداتنا تحكيها لنا حتى ننام وهى حدوتة ابريق الزيت .
فهل نحكى لكم حدوتة التمثيل الخارجى لسلطة اوسلو مرة اخرى .. ام ليس لنا إلا ان نقول لهم يا من انتم جوه جوه في السلطه ويا من انتم بره بره ارحمونا من خناقاتكم ،
لأن لا احد منكم يمثلنا ، نحن ابناء هذا الشعب الذى ابتلى بكم ، وبلا حواديت فاضية وفارغة ، فأنتم في نهاية المطاف ، لا تمثلون إلا انفسكم وسلطتكم
يعقوب القوره
كاتب وشاعر عربي فلسطيني كندى