فرانكفورت.. وحقيقة الفضيحة
قلم : يعقـوب الـقوره *

منذ الإعلان عن تفويض جامعة عمر موسى بمسؤولية الإشراف على تنفيذ دعوة العرب ليكونوا ضيوف شرف على معرض فرانكفورت للكتاب والجميع يدرك حجم النتائج الكارثية التي ستترتب عن ذلك التفويض ، حيث أن جميع المتناقضات التي تنخر في بنية وجسم هذه الجامعة كان لابد وان تنعكس علي طبيعة الأختيارات التي ستقوم بها هذه الجهات..والتي بدت سوداويتها ومنذ اعلن عن قائمة المشاركين فيها حيث ... كان واضحا ان هذه القائمة قد تم اعدادها وترتيبها علي فكرة التمثيل الطائفي او المذهبي او الأقليمي وهو خطأ قاتل ارتكبته جهات هذه الجامعة لأنها كان عليها ان تدرك ان الثقافة والفكر العربيين لا يمكن ولا يجب ان يمثلا بمثل هذا الأختيار حتى ولو كان من يحمله من الأسماء المشهورة او ذائعة الصيت ..فهذه الثقافة وهذا الفكر يجب ان يمثلهما فكرا قوميا يؤكد على حقيقة وحدة هذا الوطن ووحدة هذه التجمعات البشريةالتي تعيش على ترابه .

وكما يبدو من تجاهل بعض الأسماء الكبيرة ان اختيارات هذه الجهات قد قامت على المصلحية والشللية والتى ظهرت مؤشراتها واضحة بأختيار الكثير من الأسماء التي اصبحت كفرض عين على كل المؤتمرات والتجمعات الثقافية وخاصة من يملكون او يشرفون على بعض المنافذ الأعلامية خدمة لمن اشرف على الأختيار ..

وكذلك فقد كان هنالك ما يشبه التجاهل التام للكتاب واهل الثقافة من الذين يعيشون في المغترب الأمريكى الشمالى وكندا ولعلى اضيف القارة الأستراليه ..وكأن هؤلاء الذين يعانون ما يعانون في هذه المغتربات من اجل الحفاظ على هويتهم وفكرهم وثقافتهم ومحاولة تمثيل كل هذا فى هذه المجتمعات والتجمعات الغربية لا يعنى اى شيئ لأهل هذه الجامعة العربية ..بالرغم من وعود السيد عمرو موسى خلال زيارته الأخيرة للمنطقة بضرورة ان يكون هناك مثل هذه الأتصالات والعلااقات بين اجهزت جامعته والتجمعات العربية المهجرية ..؟؟

ويبدو ان من يملك المال فأن له الصوت الأعلى في التمثيل وفى عدد اللذين سيمثلون سفرا (سياحة) الثقافة العربية في فرانكفورت ..ولكم ان تنظروا في ذلك الأسماء والأعداد بهذا الخصوص..

ما دعانى لكتابة كل ما كتبت في سطورى السابقة هو ما وقعت عليه عيناي وفى احدى الصفحات وفي مجلة الكترونية عن ما يمكن ان يمثل في رايي فضيحة تمارس ضد الثقافة العربية في هذا المعرض فقد ذكر صاحب المقال ان النيابة العامة في مدينة المعرض قد قامت بسحب بعض الكتب العربية من صالات العرض للنظر في مضامينها ومعرفة ما اذا كانت تدعو الى الحقد على اسرائيل ....؟؟!! وذكر ان من بين هذه الكتب كتاب عن حياة الزعيم الروحي لحركة المقاومة الأسلامية (حماس *) الشيخ احمد ياسين ..!! وهو الشيخ الذي اغتالته صواريخ "اسرائيل" ذات صباح باكر ...فهل اذا قررت هذه النيابة المضي في مثل هذا الفعل الذي يمثل اقل ما يمثل انحيازا لدولة تمارس القتل وتمارس ابشع صنوف الأرهاب ضد شعب اعزل يدافع عن حقه في الحياة

نسأل ماذا سيكون موقف هذه الجامعة ومن رحلوا معها الى فرانكفورت من مثل هذا الحادث اذا وقع ..؟! الأ تدرى ادارة هذا المعرض ..ومعها جامعتنا العربية ان هناك ثقافة عربية ..ثقافة تمتد على مساحة الوطن العربى الكبير تحمل مضمونا يتناقض مع ممارسات ما تقوم به هذه العصابات النازية من قتل وتدمير واغتيالات للبشر والشجر والحجر ..ولا يمكن لأى انسان يحمل ضميرا ان يقبل مثل هذه الأفعال ..ان اغانى ثقافة السلام الحقيقى والتى تتناقض ايضا مع ثقافة الأستسلام والتي يريدون لنا ان نعرضها لن تتحقق في الواقع الا اذا توقف ارهاب دولة الأرهاب واعطى لهذا الشعب حقه في الحياة ..فهل تعي جامعتنا العربية والمشاركون معها في المعرض ضرورة اتخاذ موقف يليق بكرامة وحق الأنسان العربى فى التعبير عما يمور في داخلة وفي اعماقه ..اما هذا الكاتب الذي كتب يقول (كان على ناشري هذه الكتب التي تسببت في الحرج الذى سيتحول لفضيحة في فرانكفورت لو قررت النيابة العامة منع تداول تلك الكتب في المعرض ؛ان لا يطبعوا تلك الكتب وان لا يجلبوها معهم لمكان اعتبرهم ضيوف شرف اذ كان عليهم احترام تلك الضيافة)

نقول لهذا الكاتب نرجو ان تقرأ سطورنا من جديد لعلك تدرك اي خطأ ارتكبت فيما كتبت ....!!؟

- تاريخ النشر : 10.10.2004 -
* يعقـوب الـقوره
  • عضو اتحاد الكتاب والأعلاميين العرب (كندا)
  • عضو اسرة تحرير صحيفة (اخبار العرب) تورنتو