سؤال الى الطيب صالح...اديب جائزة فاروق حسنى !
بقلم : يعقـوب الـقوره

هل يكون احمقا من يرفض جائزة حكومة جائرة ..؟!
منذ فترة يجتاحنى شعور بالحاجة للكتابة عن موضوع الجوائز الأدبية او الفكرية التى تمنح لأهل الأدب والفكر والثقافة فيى عالمنا العربي ....ولقد ازدادت حدة هذا الشعور منذ ما حدث مع الشاعر العراقى الكبير سعدى يوسف ..حين قرر مجلس ادارة جائزة العويس سحب الجائزة منه بعد ان كانت منحت له في وقت سابق ... ولماذا يا سادة مثل هذا التصرف الغير حضارى .... هل انتفت عن هذا السعدى كل الصفات التى يتمتع بها كشاعر عربي عملاق له ما له من موقع في عالم الريادة الشعرية العربية كما ذكر تقرير لجنة جائزة العويس حين قرر منحه الجائزة المصونه ...ام لأن هذا السعدى تجرأ وابدى رأيا في رئيس الدولة التى تخرج منها الجائزة وهو حق له سواء اتفقنا معه او اختلفنا وكان اولى بكل من اعترض على ما قال هذا السعدى ان يناقشه فيه فكرا لفكر ورأيا لرأى .

اما ان يتم سحب الجائزة منه فهذا يطرح التساؤل الذى لابد جال في رأس كل من تابع هذه المسألة في حينها وما زال قابلا للطرح من جديد وهو عن مدى علاقة مثل هذه الجوائز بالسلطة السياسبة في بلد الجائزة ...هل تمنح هذه الجائزة وبالضرورة للأديب او المثقف او المفكر الذى ترضى عنه وعن فكره هذه السلطة او تمنتع عنه اذا كان لا يتفق و مداراتها السياسية ..وهل يجوزسحبها منه فيما بعد اذا ابدى رايا مخالفا نتيجة لمستجدات جديدة فرضت نفسها على الساحة السياسية هذه ... ووجد هذا الأديب او المفكر انها لا تتوائم مع طروحاته وقناعاته .

كل هذه الأسئلة تضع علامات تحذير لكل من تقدم لهذه الجائزة حلال الأسابيع القليلة الماضية ... لأن موقفا كان اكثر خطورة وسلبية وقع امام انظار وضمائر هؤلاء اللذين سحبوا الجائزة من سعدى يوسف ولم يتحرك احدهم ليقول كلمة ..لا .. حينما رفضت احدى الجامعات الأمريكية وبطريقة وقحة منحة مقدمة لها من المرحوم رئيس الدولة بل وصل الأمر بهذه الجهات الأمريكية الصهيونية ان اجبرت حكومتهم على اغلاق احد اهم مراكز الأشعاع الفكرى والثقافى في الوطن العربي دون ان ينبس احدهم بحرف ...اين كانوا حينما لم يتجرأ اى منهم لكى يكون له موقف يحسب له لأيقاف مثل هذه الأعتداءات على كرامة رئيس االدولة والدولة ذاتها فى مواجهة العنجهية الأمريكية ... وهل لأن سعدى يوسف كان انساننا عربيا لا يملك من السند الآ فكره وضميره فقد استقوا عليه وسحبوا جائزته وخاض بعض كتبتهم حربا ضروسا ضده ......وهو ما يقودنا الى احداث وظروف جائزة عربية اخرى كانت مثار الدوائر الثقافية والفكرية العربية خلال الأيام القليلة الماضية ونعنى بها جائزة الرواية العربية الى تمنحها وزارة فاروق حسنى _ مصر - لأحسن وافضل كاتب رواية عربي .

ولن نعيد ما حدث في الدورة السابقة لهذه الجائزة والتى رفضها الكاتب الكبير - صنع الله ابراهيم - في حينها نتيجة قناعات ومبادئ وجد انها تتعارض مع السلطة مانحة الجائزة ..ومن خلال حيثيات اثبت حقيقتها الواقع الذى تدور فيه هذه الوزارة وحكومتها في موقفهما المشين من قضايا الوقع القومى العربي ..وعلى اكثر من مستوى ...وما يدفعنى للكتابة عن هذه الجائزة اليوم والتى تم منحها فى ختام مؤتمر الرواية الذى عقد في القاهرة الأسبوع الماضى حيث قررت اللجنة الخاصة بها منحها للأديب السودانى الكبير الطيب صالح .. ولن نكون مكررين التساؤل الذى طرحه البعض بخصوص منح الجائزة لة فأذا كنا نعترف بأن الطيب هو كاتب رواية عربية كبير ..فأن الطيب قد توقف عن عطائة الروائى الأبداعى منذ زمن طويل حيث انه لم يقدم اى جديد ومعاصر يواكب تطورات علم الرواية وما يطرحه العالم الروائى العربي نتيجة التغيرات في الواقع العربي والذى لم يبخل في التفاعل معه والكتابة عن احداثه اكثر من كاتب روائى عربي مبدع ... وحتى نواجه الحقيقة اكثر ونقترب فأن الطيب ارتضى لنفسه ان يتقوقع في مركز الوظيفة لدى حكومة لها مواقفها المخزية دون ان يحاول ان يبدى رأيا فيه كمثقف ومبدع يدعى التقدمية ..ولقد كان اسوأ ما قاله وهو يمنح الجائزة وهو ما اعتبر تعريضا وانتفادا للكاتب الكبير صنع الله ابراهيم ...(انه يجد من الحماقة ان يرفض انسان تكريما مثل هذا ) .

والسؤال الذى نود ان نطرحه على الطيب .. هل هي حماقة ان ان يكون الأديب واعيا لواقعه وما يحدث فيه من النزول الرسمى الى الأسفل وهل هى حماقة ان يتمترس الأديب وراء مبادئه التى تحترم انسانية الأنسان العربي وتحترم حقه في حياة حرة كريمة .. ونقل للطيب ..لم يكن صنع الله ابراهيم احمقا وهو يرفض جائزة من جهة حكومية عربية حتى لو كانت تابعة لحكومة بلده لأنه يرى بأم عينه الدور التعس التى قامت به هذه الحكومة وما زالت فى تأمرها المتعدد الأوجه متجاهلة كل ما قام به هذا الأرهابي الصهيونى وحكومته ..بل راحت تمد له اليد تحت ادعاءات البحث عن السلا م ..فهل تعتقد يا عزيزنا الطيب بصحة كل ما يدور من حولك ام ان كل هذا الذى يدور لا يعنيك ..كمواطن عربي .

ان قبولك المدهش لجائزة هذه الوزارة من هذه الحكومة يضع علامات الأستفهام الكثير ..حول هذه الجوائز العربية وايضا على المبدعين العرب الذين يقبلون بها بالرغم من الخلفيات التى تستند اليها وحمى الله مبدعينا من الجوائز التى لا تمنح لله وللأبداع فقط ..من امثال الجائزة التى تسحب من المبدع لانه قال ..لا ومن الجوائز التى تمنح للمبدع الذى ..! ؟؟!

يعقوب القوره
كاتب وشاعر عربي فلسطيني كندى