من مهازل الديمقراطية والأصلاح..!!؟
قلم : يعقـوب الـقوره *
بعد احداث الحادي عشر من سبتمبر والتي استغلتها هذه الأدارة الأمريكية اليمينية المحافظة خير استغلال وراحت وبطريقة حيوان اصابته نوبة صرع مفاجئة ، تضرب وبطريقة هوجاء هنا وهناك وحيثما تهيأ لها ان هذه الجهة او تلك تمثل لها وعليها اى احتمال لخطر قد يكرر ويعيد ما حدث في سبتمبر اياه ...وفي نفس الوقت لتثبت لشعبها انها قادرة على حمايته حتى ولو ادت ضرورات هذه الحماية لقتل عشرات الآلاف من بنى البشر ودون ذنب منهم غير انهم وبطريق الصدفة قد رمت بهم اقدارهم تحت مظلة مكان عاثت فيه بعض القوى الظلامية التى ترفض فتح نوافذ العقول لديها لتدخل من خلالها نسمات سريان الحياة المتجدده ...وهي دعوة تبنتها هذه الأدارة محاولة فرضها على كل نظام تشعر ان نظمه السائدة فيه تمثل مرجعية وتربة صالحة وخصبة لنشوء ونمو قوى ما اطلقت عليه (الأرهاب الدولي العالمي)..وكان نتيجة الرعب الذي تلبس الكثير من هذه الأنظمة والقائمين عليها ان شاعت الدعوة (للاصلاح) تلبية لدعوة ماما امريكا ...ألا ان دعوة الأصلاح هذه التي تنادي بها هذه الأنظمة ..لا تحمل ما تتطلبه اى دعوة حقيقية للاصلاح و التى تتمثل اكثر ما تتمثل فى نشر وممارسة
الديمقراطية والتي هي حكم الشعب لنفسه وهو ما يتعارض كلية
مع طبيعة هذه الأنظمة واسس بقائها .
ولعل الأمثلة القليلة التي
نعرضها في سطورنا القادمة والتي اخترناها كعينة على كذب ما تدعيه من دعوات للاصلاح والمطلوب امريكيا ودوليا... رغما عن هذه الرؤوس الرابضة علي كراسى الحكم في هذه الأنظمة ....
ففي دولة (السلطنة العمانية) التي يتربع ويربض على قمة الحكم فيها واحد من اياهم من حكام هذا الزمن الأغبر والتى تتشدق اجهزة دعايته بكل اشكالها بالحرية والديمقراطية التى (منحها) هذا الحاكم اياه لمواطنيه ..ومن تابع هذه الأجهزة الأعلامية خلال الأسابيع الماضية وهى تحتفى وتحتفل بيوم
(قبض) هذا الحاكم على مقدرات الحكم في هذه البقعة من الوطن العربي سيدرك تماما مدى الكذب والدجل الذي تمارسه هذه الأجهزة وبعض العاملين بها خوفا ورعبا من اجهزة هذا الحاكم الأمنية والمباحثية والمخابراتيه..وهو ما يفسر صمت وسكوت السنتها عن رفض واستنكار القرار الذي اصدره صاحب السعادة والفخامه وزير الأعلام فى سلطنتهم بمنع الشاعرين عبدالله الريامي ومحمد الحارثي من الظهور في وسائل ألأعلام (وبأى شكل من الأشكال بحيث لا تنشر ولا تبث اية مادة لهما او عنهما في وسائل الأعلام العمانية )
ولم يكن ذنب الريامى والحارثى الذى تسبب في تنطع صاحب الأبهة والعظمة بأصدار قراره هذا الأ لأنهما شاركا في برنامج عن دعوات الأصلاح فى منطقة الخليج العربى والذي بثته قناة تلفزيونية تدعى (قناة العالم ) وانتقدا فيه دعوات وخطوات الأصلاح التى تتشدق بها اجهزة حكومتهم وانها ليست الأ تعبيرات تظل حبرا على ورق ..
وهنا نسأل معالى الوزير
هل انتقاد كذب حاكمك وحكومتك من قبل بعض المواطنين الذين
اصابوا بعضا من الوعى كالشعراء او الكتاب او اهل الصحافة
يعني خروجهم عن خطوط مسار قطار ثورتكم الأصلاحية الكاذبة ..وبالتالي فهم يستحقون ان يلقى بهم من نوافذ عربة اعلامكم التى لن تمتلئ الا بأصوات وروائح عفن الدجالين الذين لن تسمعوا منهم الأ اصوات الطبل الأجوف الذي يحاول
ان يغطي ويطغى على صوت الحقيقة ..الحقيقة التى تقول ان كل دعوتكم للأصلاح ستظل دعوة كاذبة وخاوية ...والدليل على ذلك هو ما اصدرتم وما قررتم.....من مهزلة المنع هذه ؟
-2- محاكمة المثقفين في جلسة سرية ..!
كان من نتيجة وجود الأغلبية الساحقة من مرتكبي احداث سبتمبر من التابعية السعودية ان تعرضت وما زالت تتعرض هذه المملكة لحملة شديدة عاصفة من الأنتقادات الأعلامية والسياسية
داخل الولايات المتحدة وبعض دول العالم وخاصة ان سيد الأرهاب العالمي كما تصفه هذه المصادر المدعو اسامة بن لادن
كان ينتمي لهذه التابعية السعودية قبل تجريده منها ...وقد انصبت هذه الأنتقادات على طبيعة مجموعة القيم والمبادئ التى ما زالت توغل فى قدمها وتتمسك ببعض اوجه الفكر والتراث الذي ساعد علي بروز جماعات الفكر الظلامي الذى يرفض وبشكل قاطع
اى فكر تقدمى ينفتح على حركة الحضارة العالمية رافضا اي تغيير في طبيعة المجتمع السعودى مستعملا ارهاب بعض التنظيمات والمجموعات النشطة داخل هذه المملكة ضد الناس الذين يحاولون ممارسة الحياة المتجددة وبصورة طبيعية ...وبالطبع وجهت سهام هذه الأنتقادات بصورة مباشرة
للحكم السعودي واعضاء الأسرة الحاكمة ..لأنهم وهذه حقيقة لا يمكن تجاهلها قد عملوا دائما على ابقاء هذا المجتمع في حالتة السكونية خدمة لهدف بقائهم مميكين بمفاليد كرسي الحكم ...فلم تشهد هذه المملكة اي مظهر من مظاهر الحرية او الديمقراطية التي تمثلها بعض المظاهر الضرورية التى تعنى مشاركة المواطن وبصورة ايجابية وفعالة في حكم بلاده مثل وجود برلمان منتخب وبطريقة انتخاب حقيقية ...او وجود اية مجالس تنفيذية لخدمة الموطنين بعيدا عن سلطة افراد الأسرة الحاكمة
الذين ظلوا ممسكين بكل خيوط الحكم بأيديهم .
ومن هنا فلقد كان من نتيجة الحملة الأنتقادية ان برزت من داخل هذه المملكة اصوات بعض المثقفين الوطنيين غيرة علي سمعة بلدهم وفي محاولة الرد علي هذه الحملة ..واستجابة لدعوة ماما امريكا لهذه النظم بضرورة الأصلاح ...حيث تبنى بعض هؤلاء المثقفين فكرة اجبار هذا النظام علي القيام بأصلاحات حقيقية من خلال القيام بألمظاهرات واصدار البيانات التى راحت تنتشر بصورة واسعه داخل وفي انحاء المملكة ...ولأن نظام الحكم هذا ورغم تعرضه لحملة الأنتقادات الدولية ..ورغم ادعاءاته بألأستجابة لدعوات الأصلاح كذبا ..فقد قام في مارس الماضي بأعتقال مجموعه من المثقفين وبعض من الأكاديمين والقت بهم في سجونها وبعد ارهاب البعض فقد تم اطلاق سراحهم ... الأ الدكتور عبدالله الحامد والدكتور متروك الفالح والشاعر على الدميني ..فقد تم تقديمهم لمحاكمة تلو محاكمة حتى وصلت قضيتهم الى المحكمة الكبرى التى قررت ان تكون محاكمتهم سرية ولا يسمح (فيها لذوي المعتقلين المتهمين بالقضية) بحضور وقائع جلسات المحكمة ....
وحتى كتابة هذة السطور ما زال هؤلاء المثقفين خلف قضبان سجون اعتي حكم اصولى ارهابي رغم كل ادعاءاته بالسير في خطى اصلاحية ..فأي اصلا ح يحمل مظاهر المهزلة .. فهل هناك افضل من هذا "الإصلاح" ؟؟
- 3- اصلاح علي كيف الحكومة..وألا..؟!
تحتل ام الدنيا (مصر) مكانتها في قلب الوطن العربي وفي قلب واعماق كل انسان مواطن في هذا الوطن يخفق معها بكل رفات الفرح الذي يغمرها اذا ما فرحت ,...وتنتكس نفسه ويصيبه الألم اذا ما الم بها ما يعكر صفو ايامها ...ولطالما تغنى وسعد هذا المواطن بكل الأيام التى منحه اياها الزعيم الخالد (ناصر)
من فرح الأنتصارات والبناء والسمعة التى كان يفحر بها هذا المواطن اينما ذهب بفضل سمعة جمال عبد الناصر والتى صنعها
بضميره الوطني ونقاءه الأنساني ..الى ان تأمرت عليه وعلى هذا الوطن والمواطن كل قوى الشر وكان ما كان .. ما كان بعده شريط ممتد من الم الأنتكاسات الوطنية والقومية وسيطرة قوى الحرمنة ولصوص الشعب والأنحرافات والسقوط الوطنى على مقدرات وحركة الشعب المصرى وبألتالى الشعب العربى بحكم اواصر الأرتباط القومى التى لم تستطع كل العواصف ان تغير من حقيقتها ..فكما قلنا فأن ما يصيب مصر يصيب هذا الوطن الكبيير فوسط تدهور الحالة الأقتصادية وانتشار الخراب الأجتماعي فيها بصورة لايستطيع انكارها احد تتدهور سمعة ومكانة مصر في حركة النضال العربي والعالمي بعد تحولها لذنب امريكا وعملاؤها في المنطقة تنفذ ما يطلب منها وان حاول القائمون علي الحكم فيها بتغطية ذلك بألفاظ الوطنية والعمل الوطني وغيره ..ولأن نظام الحكم يتبنى نظاما يحمل كل مظاهر الدكتاتورية والفردية .. والذي هو في طريقه لكي يتحول لنظام جمهوري وراثي ..!!؟؟ فقد مارست ماما امريكا ضغوطها لدفعه لأصلاح ما يمكن اصلاحة من من احواله ..فأنطلقت اجهزة اعلامه تتغني بهذا الأصلاح الموعود فعقدت الحلقات والمؤتمرات المتعددة التى تعد بالحرية واليمقراطية والتى كان
اول مظاهرها ونتائجها ذلك الأعتداء المشين علي الدكتور عبد الحليم قنديل رئيس تحرير جريدة العربي الناصرية والذي تعرض للخطف والأعتداء عليه وتجريده من ملابسه والقوا به في منطقة صحراوية ..وقد اتهم الدكتور قنديل وزارة الداخلية بتدبير الحادث ....فاذا صدق اتهام الدكتور قنديل للوزاره فهل يكون هذا دليلا علي طبيعة ما وصلت اليه اخلااقيات الجهات الحكومية في تعاملها مع المخالفين لسياساتها وسياسة حكومتها
واذا لم تثبت التهمة فهل هذا يعطي ملمحا عما وصلت اليه طبيعة الحالة الأمنية من ضعف بحيث يتم اختطاف شخصية مثل الدكتور قنديل ...فهل هذا من مظاهر ام مهازل الأصلاح ..يا ساده..!!
- تاريخ النشر : 04-10-2004
* يعقـوب الـقوره
عضو اتحاد الكتاب والأعلاميين العرب (كندا)
عضو اسرة تحرير صحيفة (اخبار العرب) تورنتو
|