احتلال القرن الواحد والعشرين
بقلم : سـري القـدوة *

سـري القـدوة

إن اسري الحرية طليعة أبناء الشعب الفلسطيني المناضل ومعه كل الشرفاء والأحرار في العالم أصحاب هذه الأرض يحملون تراثاً، ويقاتلون من أجل هذه الأرض المقدسة، فليس هناك أكثر قدسية من الروح الإنسانية.

إن التعنت الإسرائيلي تجاه قضايا الأسرى واستمرار "إسرائيل" في حرمان الأسرى الفلسطينيين من حقوقهم الإنسانية يعد خطوة تعبر عن إرهاب "الدولة" الإسرائيلية التي مازالت تتنكر لحقوق الشعب الفلسطيني وبهذا تمارس "إسرائيل" غطرستها الوقحة من خلال رفضها تطبيق اتفاقيات جنيف بشأن التعامل مع الأسرى والسعي دوما إلى إذلالهم ووصفهم بأنهم إرهابيون.

إن حكومة الاحتلال الإسرائيلي تتحمل المسؤولية الكاملة تجاه تعرض حياة المعتقلين الفلسطينيين في سجونها للخطر والموت ويتطلب من الأمم المتحدة وجمعيات حقوق الإنسان التدخل الفوري لحماية حياة المعتقلين الفلسطينيين الذين يخوضون إضراب تاريخي لتحسين شروط اعتقالهم و التحرك لبذل المزيد من الجهود والضغط على حكومة الإحتلال الإسرائيلي لتنفيذ الباب الرابع من اتفاقية جنيف الرابعة المتعلق برعاية الأسرى وكذلك الاحتكام إلى معايير الحد الأدنى لمعاملة السجناء الصادرة عن الأمم المتحدة .

إن رفض "إسرائيل" للانصياع إلى مطالب المعتقلين الفلسطينيين يعبر عن عقلية إرهابية ترفض تطبيق الحقوق الفلسطينية وتسعى دوما لعرقلة عملية السلام وتكريس لغة الإرهاب الدولي المنظم تجاه الشعب الفلسطيني.

إن الولايات المتحدة الأمريكية بصمتها ودعمها لحكومة شارون وبمنحها التصريحات والموافقة المسبقة لقمع المعتقلين بات يهدد المنطقة بكارثة مسبقة تعزز جو الإرهاب وتكرس الكراهية بين الشعوب.

إن السياسة الأمريكية والتي تعبر عن الكذب والمراوغة والخداع وتكرس الكراهية هي التي تقود المنطقة إلى الدمار الشامل من خلال رؤية الرئيس بوش للمستقبل وفرضه الحروب الاستباقية التي شوهت الصورة الأمريكية في العالم العربي.

لقد تورطت أمريكا بالمشروع الإسرائيلي وفرضت حالة من الدمار والحصار على الشعب الفلسطيني الذي بات بين نارين ، نار الاحتلال ونار الكذب والمراوغة الأمريكية .

إن حياة الشعب الفلسطيني ومستقبله في خطر في ضوء تزايد الدعم الأمريكي لـ "إسرائيل" والوقوف بجانبها بشكل لم يسبق له مثيل.

إن التنكر لحقوق الشعب الفلسطيني بات أمر طبيعي للسياسة الأمريكية الخارجية وهذا بالتأكيد يكرس عداء العرب لأمريكا التي تعتمد على الكذب والخداع والمماطلة والتسويف في سياستها وتكريس لغة القوة التي لن ولم تستمر لان إرادة الشعوب هي التي ستنتصر بالنهاية واليوم الشعب الفلسطيني الذي يواجه هذه السياسة بكل صلابة وقوة هذا الشعب الذي تحدى الاحتلال بمعركة الأمعاء الخاوية من خلال رفضه لإذلاله وتنكر الاحتلال للحق الفلسطيني.. هذا الشعب لقادر حقا على صنع النصر وفرض المتغيرات على السياسة الدولية من خلال تجنيد الموقف الدولي الرافض للسياسة الإسرائيلية والاملاءات الأمريكية.

إن المنظمات الدولية التي تطالب "إسرائيل" بتطبيق قرارات جنيف واحترام حقوق الأسرى هي نفسها التي تطالب أمريكا باحترام حقوق الشعوب وحرية الشعب الفلسطيني من خلال عدم التدخل لصالح "إسرائيل" واستخدامها حق الفيتو المتكرر عبر المحافل الدولية.

لقد باتت هذه السياسة تشكل خطورة على المستقبل حيث تكرس العداء للشعوب وتفرض لغة العربدة والهيمنة والقوة التي ليس لها مبرر سوى المصالح الشخصية بين بوش وشارون حيث يسعى كل منهما إلى تحقيق الفوز بالانتخابات على حساب عملية السلام بالمنطقة وفرض النفوذ وتكريس الهيمنة على الشعوب واستعبادها في واحدة من اخطر ظواهر الاحتلال بالقرن الواحد والعشرين.

* سري القدوة : المحرر المسؤول رئيس تحرير جريدة الصباح - فلسطين
ALSBAH.NET
تاريخ النشر : 09:17 31.08.04