فتح خيار شعب
بقلم : سـري القـدوة *

سـري القـدوة

لم تكن فتح الحركة الثورية الطليعية بمعزل عن دائرة الفعل الجماهيري وما تلك العلاقة بين الطليعة الثورية والجماهير الفلسطينية سوى علاقة امتدت عبر تاريخ طويل من العطاء والشهداء لتشكل أعظم ثورة في التاريخ المعاصر ولتكون فتح هي دلالة العمل الوطني الفلسطيني المتقدم ولتشكل جماهير الشعب الفلسطيني علاقة متكافئة مع حركة فتح حيث العلاقة التاريخية الدافئة التي اتسمت بوضوح الفكرة ودافعت عن الهدف ووحدت المضمون ولتبقى وببساطة حركة أصيلة تعبر عن أماني وتطلعات الشعب الفلسطيني.. ولنعترف هنا أن فقداننا للزعيم الخالد ياسر عرفات استفز فتحاويتنا وغيرتنا على الحركة ومستقبلها مما أدى إلى تجمع محاور العمل الإيجابي في بوتقة العطاء الفتحاوي لتنهض حركة فتح من بين الرماد وكانت الفاتحة الفتحاوية من جامعة النجاح الوطنية ولتستمر الفتح في رسالتها الوفية ونصرها الكاسح لتحقيق تقدم نوعي لم يكن محسوباً لدى بعض التنظيمات الفلسطينية والتي اعتقدت أن حركة فتح قد ماتت أو ضعفت بل وصفها البعض أنها شاخت وانتهت وما كانت نتائج الانتخابات البلدية والمجالس القروية سوى تأكيداً على قوة فتح وعظمة عطاء أبنائها ووقوفهم خلف القيادة المعبرة عن أهداف وتطلعات وطموح شعبنا وتأكيداً للرسالة الوطنية التي حملنا إياها الزعيم الخالد ياسر عرفات واستكمالاً للنهج الفتحاوي حرصت فتح أن تجعل الانتخابات عنواناً للمرحلة ووفاءً للزعيم ياسر عرفات فكرست جهدها الوطني لتفعيل محاور العمل المؤسساتي والديمقراطي ولتبقى البناء الأول وتشيد صرحاً وطنياً فلسطينياً سيكون نبراساً للأجيال القادمة فالفتح وبتجربتها الوطنية حرصت القيادة الفتحاوية على ضمان أفضل النتائج للوصول إلى الانتخابات الشاملة حرصاً منها على وحدة شعبنا ومؤسساته وحرصاً منها على قيادة منهجية واضحة للعمل الوطني الفلسطيني وتأكيداً على أصالتها التاريخية التزمت فتح في ترشيح الأخ المناضل محمود عباس مرشحاً للحركة واستكمالاً للنهج الوطني ومن أجل تفعيل دور منظمة التحرير الفلسطينية حرصت القيادة على مشاركة أوسع في الحوار مع الفصائل الفلسطينية بمختلف توجهاتها ومن أجل ذلك كرست حركة فتح عملها وفكرتها لتنطلق برؤية شاملة من أجل مستقبل فلسطيني واعد قادر على تحقيق أهداف شعبنا وصولاً إلى دولة المؤسسات وتعزيز القانون وعلى طريق الوحدة الوطنية الشاملة والتي هي صمام أمان شعبنا.

إن فتح التي حققت الانتصار في أول انتخابات حرة نزيهة للمجالس البلدية والقروية في الضفة الغربية هي فتح نفسها التي أطلقت طلقة عيلبون.. هي فتح نفسها التي قدمت أربعة عشر شهيداً من أعضاء لجنتها المركزية وعلى رأسهم الزعيم الخالد ياسر عرفات.. هي الفتح القوية التي لا تعرف الهزيمة وتأبى الانكسار والتي تنهض اليوم لتشكل توازناً نوعياً على صعيد مواجهة مخططات الاحتلال الهادفة إلى تركيع وإذلال شعبنا ولتحشد الرأي العام الدولي وتعيد للقضية الفلسطينية مكانتها ورونقها على الساحة الدولية..

إن تقييم تجربة الماضي يدفعنا إلى ضرورة تعزيز الأفق السياسي ويدفعنا إلى ضرورة تعميق روح التفاهم الفتحاوي ووحدة أطر الحركة ومؤسساتها حفاظاً على عمق الترابط الأخوي الفتحاوي ومن أجل مستقبل مشرق لمؤسساتنا الفتحاوية على قاعدة تكامل الأداء وتقييم الإيجابيات وتحجيم السلبيات من أجل علاقة فتحاوية راسخة ومستقبل يضمن لنا الاستمرار في نهج المؤسس والمعلم الزعيم الخالد ياسر عرفات..

إن القيادة الفتحاوية وكوادر الحركة وأعضاءها وجماهير الفتح تقف اليوم أمام مسؤولياتها التاريخية في وحدة الموقف والقرار وتعزيز الرؤية الشاملة نحو برنامج الإصلاح الوطني وتوحيد الأجهزة الأمنية وضمان سيادة القانون واحترام حقوق الإنسان وتكريس مبدأ الديمقراطية واحترام الآخرين نهوضاً لهذه الحركة وتأصيلاً لعلاقتها مع الجماهير الفلسطينية.. جماهير الفتح.. فتح الانطلاقة.. فتح العاصفة... فتح الانتفاضة والديمومة والاستمرارية.. فتح الدولة المستقلة والقدس عاصمتها..

إن هذا الموقف الفتحاوي ووحدة الأطر الحركية بداخل الوطن وخارجه وفي أماكن الشتات يعزز اليوم أروع صورعبرت عن إدراك كوادر الفتح لحجم المسؤولية الوطنية في استمرار الحركة وضمان تفعيل مؤسساتها وقيادتها للنضال الوطني الفلسطيني على طريق تعميق النهج الفتحاوي وتأصيل العمل الوطني وتكريس روح الوحدة الفتحاوية وفاءًً لدماء الشهداء والجرحى والمعتقلين ومن أجل النهوض بمؤسسات الفتح والاستمرار في رسالتها الخالدة على طريق نهج الحرية والوحدة الوطنية ووحدة مؤسساتنا الفلسطينية من أجل قيام دولتنا واستقلالنا الوطني.

* سري القدوة : المحرر المسؤول رئيس تحرير جريدة الصباح - فلسطين
ALSBAH.NET
تاريخ النشر : 25-12-2004