شعـب التـحدي
بقلم : سـري القـدوة *

سـري القـدوة

في ظل هذا الحصار الظالم علي شعبنا ومحاولات المخابرات الإسرائيلية ومدرية السجون العامة كسر إضراب الأسري وإذلالهم تتجسد القضية الفلسطينية في المحافل الدولية كقضية أساسية ومحورية للشعوب المناضلة من اجل الحق والعدالة والحرية والسلام، التي تجسدها قضية شعب فلسطين، الذي يواصل نضاله العادل والمشروع بعزيمة قوية وإرادة لا تلين، وبدعم وتأييد من كل الشرفاء والأحرار في العالم من أجل نيل وتجسيد حقنا المقدس والمشروع في الحرية والسيادة والاستقلال، وحماية المقدسات المسيحية والإسلامية.

إن شعبنا الفلسطيني اليوم يعيش ظروفاً بالغة الصعوبة والخطورة، بسبب التصعيد العسكري الإسرائيلي المجنون، والحصار المأساوي الخانق المفروض علي المناطق الفلسطينية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي و على مدار أكثر من أربع سنوات، قام خلالها جيش الاحتلال المدجج بأحدث أسلحة القتل والتدمير المحرمة دولياً، بمواصلة حرب الإبادة والتطهير العرقي التي يشنها ضد شعبنا، وبتدمير كل مناحي حياته من بنى تحية، ومؤسسات ومرافق حيوية ومدنية وأمنية، الأمر الذي جعل عملية السلام تدخل في مأزق وطريق مسدود.

أن السياسات والإجراءات الإسرائيلية والتدمير المنهجي التي ما زال جيش الاحتلال الإسرائيلي يقوم بتنفيذها في إطار خططه المعلنة وغير المعلنة وتحت مسميات مختلفة، يزيد الأمر تعقيداً وتفجراً، وينسف كل الجهود الصادقة التي تبذلها القيادة الفلسطينية للخروج من الأزمة الراهنة، وتحقيق التهدئة وصولاً لتنفيذ الاتفاقات والتفاهمات التي تم التوصل إليها، واستئناف المفاوضات على أساس قرارات الشرعية الدولية، وعلى أساس مبدأ الأرض مقابل السلام ومبادرة السلام العربية ووفقاً لخارطة الطريق.

أن خيار السلام مع الاستيطان خيار ساقط ومرفوض.. وخيار حصار القيادة الفلسطينية أصبح خيار مارق وعابر.. ولا يمكن له النيل من صمود أهلنا وأسرانا البواسل في سجون الاحتلال فلا سلام مع استمرار الاحتلال والاستيطان والقمع وان السلام مع الاحتلال نقيضان لا يلتقيان أبدا و أننا لا يمكن أن نقبل إلا بالسلام العادل والشامل الذي يعيد لشعبنا كافة حقوقه و أراضيه ومقدساته المحتلة غير منقوصة، وان شارون الذي عمل علي قتل كل أمل في السلام مازال يواصل مخططاته لتقويض عملية السلام بل ونسف المبدأ الذي انطلقت على أساسه وهو مبدأ الأرض مقابل السلام.

إن شعبنا الفلسطيني وكل القوي الوطنية والإسلامية مدعون اليوم إلي التحرك بقوة وزخم جماهيري وشعبي منظم ومحسوب مستخدمين كل الوسائل ومستغلين كل طاقاتنا لوقف الهجمة الاحتلالية الإسرائيلية ودعم صمود اسري الحرية ومواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية.

إننا في ظل هذه الظروف الصعبة والدقيقة التي نعيشها وتمر بها عملية السلام، والتي تضع المنطقة بأسرها على حافة الانفجار الشامل ونقطة اللاعودة، جراء إمعان إسرائيل قوة الاحتلال في حربها التدميرية وحصارها الخانق وفرض سياسة الأمر الواقع بقوة المدفع والدبابة نتطلع ألي المجتمع الدولي للعمل الفوري والتحرك العاجل والفاعل من أجل إلزام إسرائيل بأحكام قواعد الاتفاقات الدولية والرجوع عن إجراءاتها وقراراتها، ورفع الحصار المفروض على شعبنا وقيادته المنتخبة، ووقف عدوانها وحربها الظالمة علينا.

* سري القدوة : المحرر المسؤول رئيس تحرير جريدة الصباح - فلسطين
ALSBAH.NET
تاريخ النشر : 00:05 26.08.04