الانسحاب من غزة لعبة شارون الجديدة
بقلم : سـري القـدوة *

سـري القـدوة

بات من الواضح إن خيارات الحكومة الإسرائيلية تجاه عملية السلام مع الشعب الفلسطيني لا تتعدي سوي رؤية ومشروع شارون الانسحاب من غزة وهذا ما يعكس أسلوب العمل الإرهابي المنظم الذي تمارسه أجهزة المخابرات الإسرائيلية وحكومة شارون الرافضة للحقوق الفلسطينية وإقامة الدولة المستقلة الهدف الأساسي للشعب الفلسطيني والذي بات يتناقض كليا مع خطة الانسحاب المزعوم من غزة وطموح الشعب الفلسطيني وهو إقامة الدولة الفلسطينية وعودة اللاجئين والسيادة الفلسطينية المطلقة علي القدس العاصمة الأبدية للدولة الفلسطينية

أن خطة الانسحاب الشارونية والتي تضمنت عدم وجود الفلسطينيين وعدم مشاركتهم بها بشكل مباشر حيث حققت الخطة هدفها من وجهة النظر الشارونية والتي تتمثل في رفض التفاوض مع القيادة الفلسطينية ذلك لأن العملية السياسية تعني أقامة دولة فلسطينية وهذا ما ترفضة حكومة شارون متذرعة بالمخاطر الناتجة عن أقامة الدولة الفلسطينية والتي يبررها شارون أمام العالم بالمخاطر الأمنية مثل أخلاء المستوطنات وإعادة اللاجئين وتقسيم القدس, لقد تم تجميد كل ذلك, من أجندة العمل الدولية واليوم و بعد هذا ( الإنجاز الكبير لحكومة شاون ) يمكن ان يقول أن ثمة عملية جدية ستفضي إلى بقاء 190 ألف مستوطن في مكانهم من أصل 240 ألفاً، و أن كل ذلك يجري بإذن وتصريح ومباركة رئاسية أمير كية و بالشكل الذي يفسر به الأميركيون الوضع فإن اللوم يقع على عاتق الفلسطينيين وليس على عاتق حكومة شارون والتي تمعن في ممارسة الإرهاب بحق الشعب الفلسطيني

لقد بات واضحا طبيعة التغطية الأمريكية لمخطط شارون والهدف الأساسي لمشروع غزة وهو أفراغ القضية الفلسطينية من محتواها موهمين أنفسهم بان الشعب الفلسطيني سيركع وسينهار أمام إرهاب دولتهم وعنجهيتهم التي فاقت التصور البشري

أن خطة الانسحاب الأحادي جاءت لدفن خريطة الطريق وتدمير عملية السلام ومحاولة فرض الإملاءات بدل المفاوضات.

أن خطة شارون تعكس الصورة الحقيقية لأهدافه من وراء خطة الانسحاب و باتت الحاجة اليوم ملحة لضمان عملية الانسحاب دوليا وان يتحمل الاحتلال مسؤوليته الكاملة تجاه احتلاله للشعب الفلسطيني علي مدار أكثر من سبعة وخمسون عاما .

أن فك الارتباط من طرف واحد ليس جزءاً من التسوية ولا خطوة نحو التسوية السياسية بل يأتي لتجنب أي تسوية وآي مفاوضات مع القيادة الفلسطينية

أن العمليات الإجرامية التي يقوم بها جيش شارون في الأراضي الفلسطينية المحتلة هي جزء من خطة فك الارتباط وهي الطريق إلى تطبيقها وفي هذا السياق نوضح بان تطبيق فك الارتباط لا يتم إلا باستثمار القوة العسكرية ضد المقاومة الفلسطينية وضد أرادة الشعب الفلسطيني بشكل عام ومن اجل ضبط المناطق الحدودية دون تسوية ودون اتفاق.

لقد نسف شارون كل محاولة عربية وأوروبية لقراءة خطة شارون بشكل متفائل كأنها جزء من خارطة الطريق وخارطة الطريق الوحيدة التي يعرفها شارون هي الطريق التي تشقها الدبابات الإسرائيلية بين بيوت المدنيين، طريق الرصاص إلى أجساد الأطفال.

أن تطبيق خطة الانسحاب الأحادي من غزة سيعزز توسيع المستعمرات في الضفة الغربية، و بالتالي أن ذلك سيقلص فرص حل الصراع الفلسطيني - الإسرائيلي وهذا ما يسعى إلية شارون بشكل واضح وصريح

إن ما تقوم به الحكومة الإسرائيلية على ارض الواقع يتناقض مع أي حديث عن انسحاب من الأراضي الفلسطينية.

أن ما أعلنته الحكومة الإسرائيلية عن إنشاء ألف وستمائة وحدة سكنية في الضفة الغربية، إضافة إلى إجراءات لتثبيت احتلالها لغزة يؤكد وبشكل واضح أن هدف شارون من خطته هو تعزيز الاحتلال وليس الانسحاب من غزة

أن الإعلان عن الانسحاب من غزة ثم المضي في عمل يتناقض مع فكرة الانسحاب لا يعدو كونه لعبة سياسية جديدة وبتواطؤ أمريكي من جانب شارون هدفها كسب الوقت.

* سري القدوة : المحرر المسؤول رئيس تحرير جريدة الصباح - فلسطين
ALSBAH.NET
تاريخ النشر : 24.10.2004