أيام الدمار الشامل
بقلم : سـري القـدوة *

سـري القـدوة

أيام الندم الإسرائيلية هي أيام الدمار الشامل والموت علي الطريقة الإسرائيلية لقد كانت أيام شارون هي أيام دمار هائل يشبه الزلزال.. حصيلة العدوان الإسرائيلي الغاشم المسمى أيام الندم على شمال قطاع غزة الذي بدأ قبل نحو سبعة عشر يوما، حيث خلف ألاف الجرحى و مئات الشهداء ، وتدمير مبرمج للمساكن والمرافق العامة، وتجريف للأراضي الزراعية، وتشريد العائلات الآمنة في العراء، كل هذه الجرائم ارتكبت وترتكب يوميا أمام صمت دولي مريب وعجز عربي فاضح، وهو ما يشجع حكومة شارون على المضي في سياسة الأرض المحروقة والعقاب الجماعي وعلي الاستمرار في سفك الدماء الفلسطينية علي الطريقة الإسرائيلية .

وبعد كل هذا الدمار، تحاول قوات الاحتلال تسويق كذبة مكشوفة، بالإعلان أن رئيس الوزراء شارون أمر بإعادة الانتشار في المناطق المدمرة خاصة مخيم جباليا وبيت لاهيا وهذا يعني استمرار عمليات جيش القتلة وإبقاء العدوان مستمرا علي الشعب الفلسطيني وذلك يعني إبقاء السيف مسلطا على رقاب أهالي المناطق المذكورة والاستمرار في تحويل حياتهم إلى جحيم... وسفك دمائهم بالجملة دون تفريق بين رجل مسن وامرأة عجوز أو حتى طفل يرضع .

انه الأجرام الإسرائيلي ومدرسة شارون الدموية وجيشه القاتل حيث يمنحون الأوسمة لمن قتل أكثر ولمن يقتل أكثر من أبناء الشعب الفلسطيني , كل هذه الجرائم كان يجب أن تقابل بإدانة دولية شاملة، وتدخل جدي لحماية الفلسطينيين، لكن هذا التواطؤ الأمريكي المبرمج دوليا ، سمح لحكومة شارون الاستمرار في حربها علي الشعب الفلسطيني ، ففي الوقت الذي تعلن فيه عزمها إعادة انتشار قواتها في شمال غزة، بدلا من الانسحاب الكامل، حوّلت المسجد الأقصى المبارك في اليوم الأول من شهر رمضان المبارك إلى ثكنة عسكرية، حيث فرضت قيودا تعسفية صارمة على مشاركة المسلمين في صلاة الجمعة و منعت من هم دون سن الستين عاما من المشاركة في الصلاة بالمسجد الأقصى، وحتى هؤلاء الذين فوق الستين، فقد كانت الحواجز والقيود التي وضعتها قوات الاحتلال في الطرق المؤدية إلى المسجد، عقبة تمنع الوصول إلى المسجد، ورغم كل ذلك فقد احتشد نحو ربع مليون فلسطيني وأدوا صلاة الجمعة.

لأنهم يؤمنون بأن الصلاة في تلك البقعة الطاهرة نوع من الجهاد في سبيل الله، وضد الاحتلال الغاشم الذي يسعى لتهويد المسجد الأقصى بذرائع واهية من خلال الترويج للأكاذيب عن تعرض أساسات المسجد المرواني للخطر، لتبرير قرار تخفيض عدد المصلين في المسجد وهو ما نفاه مهندسون مصريون وأردنيون زاروا المسجد وفحصوا أساساته، وأكدوا كذب الرواية الإسرائيلية!

ولم تكتف قوات الاحتلال بما فعلت ولا تزال في غزة، ومحاصرة المسجد الأقصى، وتحويله إلى ثكنة عسكرية بل استمر المخطط العدواني الإسرائيلي علي الشعب الفلسطيني ليمتد ألي الضفة الغربية وتحويلها إلى منطقة عسكرية، بالإضافة إلى شنّ حملة مداهمات في العديد من المدن والقرى بالضفة الغربية والقيام باعتقالات عشوائية وتصفيات جسدية وهدم المنازل والعبث بمحتوياتها.

أن استمرار شارون بتصوره أنه قادر علي خداع العالم بإعلانه خطة الانسحاب من غزة وتدبير مسرحية احتجاجات المستوطنين والتي يصور فيها محاولاتهم لاغتياله بتواطؤ مع أجهزة المخابرات الإسرائيلية بات مسرحية هزيلة ومكشوفة , ولا يمكن الاستمرار في الصمت الدولي إزاء ما يجري من جرائم إسرائيلية ترتكب بدم بارد بحق أبناء شعبنا الفلسطيني

إن ما يجري في قطاع غزة من مذابح للنساء والأطفال تفوق في بشاعتها ما ينسب للنازية من جرائم،

أن شارون باستمراره رفض أي فرصة لإحلال السلام بالمنطقة فهو يعلن انه شخصيا مسؤول عن سفك الدماء وعن الحالة المأساوية التي وصلت إليها عملية السلام حيث يتوهم شارون وحكومتة وأجهزة مخابراته بأنهم قادرون على كسر عظام الفلسطينيين وإحضارهم إلى الطاولة للتوقيع علي وثيقة الاستسلام, من خلال فرض قيادة فلسطينية مأجورة يرفضها شعبنا وكل القوي الفلسطينية المقاومة .

لا شك أن أزمة السلام تكمن في شارون نفسه بعد الدعم المطلق له من الحكومة الأمريكية التي قادت المنطقة إلي الدمار الشامل .

* سري القدوة : المحرر المسؤول رئيس تحرير جريدة الصباح - فلسطين
ALSBAH.NET
تاريخ النشر : 18.10.2004