مثلث الرعب الإسرائيلي
بقلم : سـري القـدوة *

سـري القـدوة

حالة التدهور الأمني الشارونية والتخبط الذي هو به الآن يعكس مدى تورط شارون وحكومته في استمرار قمع الشعب الفلسطيني للنيل من صموده ووحدته وعزيمته وقوته وتطور قدراته على مواجهة الاحتلال الإسرائيلي بكل إصرار وتأكيد على نيل الحرية وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة والقدس عاصمتها .

مع كل طلقة رصاص وطلقة مدفع يطلقها جندي إسرائيلي تجاه أبناء الشعب الفلسطيني يزداد إصرار هذا الشعب على أن الحرية تقترب والحلم أيضا يقترب والموعد مع القدس والدولة والعلم الفلسطيني يقترب إنني هنا لم أخاطب مشاعر وأحاسيس بل أتحدث عن وقائع ومحطات هامة في حياة الشعب الفلسطيني حيث استخدام القوة للنيل من الشعب الفلسطيني وتحطيم مقرات السلطة الأمنية في جباليا وبيت لاهيا وبيت حانون وإصابة باقي المقرات في المدن الفلسطينية يعني أن إسرائيلي تدخل في عملية واسعة النطاق في قطاع غزة على غرار عملياتها الموسعة بالضفة الغربية ويعني هذا إعادة احتلال قطاع غزة وفرض سياسة أمر واقع احتلاليه جديدة وهذا يعني أن شارون وحكومته يحرقون كل شيء ولم يجدوا في المحصلة النهائية سوى الدمار الذي تخلفه دبابات ووحدات القتل الإسرائيلي التي تقود عمليات إرهابية منظمة هدفها قتل الشعب الفلسطيني ، والقضاء على وحدته وصموده وضرب كل الفرص الدولية التي أتيحت من اجل تطبيق اتفاقيات سلام دائمة بين الطرفين وفي المحصلة النهائية هذا يعني استمرار الصراع مفتوحا وان الشعب الفلسطيني يمتلك كل الخيارات من اجل الحفاظ على وجوده والدفاع عن نفسه وان حجم القوة العسكرية الإسرائيلية وتسلح جيشها وإعادة تشكيل فرق الجيش الإسرائيلي لن يجلب لإسرائيل الأمن والاستقرار فاستراتيجية الرعب التي تنتهجها المقاومة الفلسطينية أثبتت نجاعتها وقدرتها الفائقة على تلقين جيش الاحتلال دروسا في المقاومة والدفاع عن النفس وتوجيه الضربات الموجعة للاحتلال .

إن إعادة احتلال قطاع غزة خطوة مجنونة تدفع بشارون وجيشه إلى الانتحار في غزة وببساطة لان غزة والمدن الفلسطينية ترفض الاحتلال وترفض أن تعيش تحت وصايته وحان الوقت للدفاع عن فلسطين ، وحماية المدن الفلسطينية وإعلان حالة التعبئة العامة لمواجهة الاحتلال وتوجيه كل الإمكانيات الفلسطينية تجاه العدو المتغطرس الذي لا يعرف إلا لغة القوة.

إن حماية الشعب الفلسطيني ومؤسسات هذا الشعب هو من واجب أبناء الشعب الفلسطيني وفي طليعتهم القوى والفصائل والمنظمات الفلسطينية التي تمتلك الحق في إعلان حالة التعبئة العامة وتوجيه كل إمكانياتها نحو دعم المقاومة الفلسطينية، وحماية أبناء الشعب الفلسطيني من حالة الإرهاب المنظم التي يقودها جيش القتلة والإبادة الإسرائيلي جيش مجرم الحرب موفاز .

إن التاريخ لن ولم يرحم هؤلاء القتلة الذين يمارسون سياسة الأرض المحروقة تجاه شعب يطالب بحريته واستقلاله وتقرير مصيره أسوة بشعوب العالم فيواجه هذا الشعب بالقتل واقتحام المدن المأهولة بالسكان بالدبابات واستخدام جيش قوي مجهز بوسائل قتالية فتاكة ومستخدم أسلحة دمار شامل محرمة دوليا لقمع أبناء الشعب الفلسطيني بهذه الوحشية والإجرام المنظم الذي يقوده مثلث الرعب الدموي في إسرائيل بقيادة الإرهابي شارون منفذ ومرتكب المجازر بحق الأبرياء من أبناء الشعب الفلسطيني .

إن الدم الفلسطيني سيلاحق شارون والقتلة المجرمين ، هذا الشعب لن يهاب الموت فهو شعب الشهداء الأبطال ، شعب يعشق الشهادة ويحب الحياة بكرامة فإذا جاع هذا الشعب سيأكل لحم المغتصب ، لم يرهب شعبنا دبابات الاحتلال ولن يخيفهم هذا العدوان وان شارون وحكومته يدركون حجم النتائج المترتبة على إعادة احتلال قطاع غزة وماذا يعني ذلك بالنسبة لهم وان تقديرات أجهزة الشين بيت والموساد والأجهزة الإسرائيلية كانت واضحة بهذا المجال حيث تؤكد بان شارون يدفع بجيشه نحو الدمار والخراب .

إن إعادة احتلال المدن الفلسطينية هو بالمحصلة النهائية يعني الدمار ولن يجلب الأمن لإسرائيل ويكرس لغة القتل والعدوان والدمار الشامل للشعب الفلسطيني أيضا .

إن سياسة شارون وحكومته باتت سياسة محروقة وواضحة وهي سياسة غير مدروسة وتعبر عن عشوائية وعدم قدرة القيادة الإسرائيلية على اتخاذ القرار فهي قيادة لا تعرف إلا لغة القتل والدمار والحرب والدبابات وطائرات الاباتشي والتهديد باستهداف حياة الرئيس ياسر عرفات ، هذه هي اللغة الإسرائيلية التي تعودنا على سماعها منذ انتفاضة الأقصى سياسة الدمار والقتل وسياسة خلق البدائل عن القيادة الفلسطينية وتشويه صورة الشعب الفلسطيني النضالية عبر توجيه التهم والكذب والتزوير ووصف النضال الفلسطيني لنيل الحرية بالعمل الإرهابي .

هكذا عملت المؤسسة العسكرية الإسرائيلية التي مارست عن قناعة راسخة ومنهجية حرب الدعاية ضد الشعب الفلسطيني وهذا ما تفعله اليوم وبعد اتخاذ قرار بتوسيع عمليات جيش الاحتلال لتشمل كل المدن والقرى الفلسطينية في قطاع غزة لفرض حالة جديدة سيصعب على جميع الأطراف إعادة عملية السلام إلى مسارها وإعادة ترتيب الأجواء وهذا بالطبع ما يريده شارون وحكومته وقيادات جيش الإرهاب الإسرائيلي والمؤسسات الأمنية الإسرائيلية في محاولة مارقة لتصفية شعب باقتلاعه من أرضه ولن ينالوا من صموده وإصراره على نيل حقوقه مهما طال الزمن .

* سري القدوة : المحرر المسؤول رئيس تحرير جريدة الصباح - فلسطين
ALSBAH.NET
تاريخ النشر : 18.09.2004