بوش.. أربع سنوات من إرهاب الدولة المنظم
بقلم : سـري القـدوة *

سـري القـدوة

البوشية : البوشية هي مزيج من المصلحة الوطنية والمنفعة الخاصة يحكمها سلوك شخصي يتسم بعنف وغطرسة الكاوبوي المستند إلى قوة عسكرية واقتصادية جبارة).

إن بوش الرئيس الأمريكي يتجاهل اليوم تراث وطموحات الشعوب الأخرى وقد أصبح بوش في حربه على الإرهاب يضرب في طواحين هواء لا يراها إلا هو.

أن الإرهاب في عهد الرئيس بوش أصبح إرهاب دول منظم تقوده الولايات المتحدة الأمريكية ومؤسسة الموساد الإسرائيلية التي تمكنت من زرع الجواسيس في البنتاغون الأمريكي نفسه وبات الإرهاب سمة أساسية لنظام بوش الأوحد و سوقا اقتصاديا كبيرا فتحته سياسة بوش الجديدة بالعالم،
قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن بوش كتب مقالا -عشية خطابه أمام المؤتمر القومي للحزب في نيويورك- في صحيفة فوروارد اليهودية قال فيه إن "تفجيرات سبتمبر جعلت أميركا تتفهم إسرائيل على نحو أفضل" وذلك في خطوة للحصول على أصوات الناخبين اليهود.

وأضاف بوش أن "بلاده تخوض معركة عالمية لا هوادة فيها ضد الإرهابيين وكل من يدعمهم، من دواعي سرورنا أن تقف إسرائيل في صفنا".

إن التجربة البوشية تتمحور في الدعم اللا محدود لإسرائيل ولجوء بوش إلى اعتماد مخطط الموساد الإسرائيلي الهادف إلي خلق قيادات بديلة في العالم العربي تكون أكثر ولاء لسياساته التي باتت هي ارهب دولة منظمة تقودها عصابات السي أي ايه والموساد الإسرائيلي في واحدة هي الأخطر من نوعها علي مستوي العالم وهذا ما يكشف عنة تصريحه الخطير الذي نشرته له صحيفة فوروارد اليهودية الناطقة باسم اليهود في أمريكا

أن روح الغضب التي توالي تجربة أميركا في العراق ضمن السياسة والفكر الأمريكي، تتشابه مع الحرب ذاتها، فيما يبتعد ذلك الإفراز عن الواقعية، وباتت البوشية هي التي تحدد المستقبل لأن معارك الانتخابات الرئاسية تمثل الآن انصرافا عن التحديات الماثلة أمام العالم اجمع ودون شك ستكون لها الأثر في تغير جذري للعلاقات الدولية بعد الفشل والزيف الذي لحق بالولايات المتحدة الأمريكية دوليا من جراء سياسة بوش الخاطئة والتي تعتمد في محصلتها علي الكذب والخداع وتضليل الرأي العام العالمي والمنحازة إلى "إسرائيل" .

بات اليوم من الصعب علي بوش تسويق نفسه و تسويق الازدواجية التي يتعامل بها مع شعوب تتطلع إلى العدل والحرية الحقيقية وممارسة الديمقراطية بعيدا عن الاملاءات والسياسة ذات المعايير المزدوجة التي لا تخدم سوي الاحتلال الإسرائيلي وتسوق للسياسة الأحتلالية وإعادة تقسيم الشرق الأوسط من جديد.

أن المخابرات المركزية الأمريكية والتي عملت علي تنظيم وتجنيد بعض المأجورين لها من عملاء نظمهم جهاز المخابرات الأمريكي و بالتعاون مع أجهزة الأمن المحلية في هذه الدول للاستمرار في رسم السياسات التي من شانها استمرار الهيمنة الأمريكية علي البلدان العربية ومنطقة الشرق الأوسط وهو ما يمكن أن يوفر أساسا جيدا لاستكمال مخططها الهادف إلى نشر قواعدها العسكرية وهيمنتها علي البلدان العربية تحت حجة مكافحة الإرهاب.

وبات من الواضح أن الانتشار الكبير للقوات الأمريكية حول العالم شجع إدارة الرئيس بوش على التدخل في صراعات عسكرية محلية وإقليمية والتدخل في السياسة الداخلية لبعض البلدان وهذا ما حصل مع كل من سوريا ولبنان والتي ليس لها أي علاقة بالتهديدات الإرهابية المحتملة لأمريكا, بل الهدف من ذلك بات واضحا هو تركيز التواجد الأمريكي وضمان أفضل السبل للسيطرة علي إدارة اغلب البلدان العربية عن قرب لضمان نجاح إدارة الرئيس بوش بفرض هيمنتها وتمركزها عبر العالم في محاولة لاستقطاب الجميع من اجل عالم البوشية .. عالم الكابوي والاستبداد والعبودية الجديدة عبودية القرن الواحد والعشرين.. عبودية النظام الأمريكي الجديد التي يتزعمها الرئيس الأوحد بوش.

* سري القدوة : المحرر المسؤول رئيس تحرير جريدة الصباح - فلسطين
ALSBAH.NET
تاريخ النشر : 19:54 08.09.04