إلى أخي أحمد منصور : لدي ما أحدثكَ به..
قـلم : سـليـمان نــزال

سـليمان نـزال

في البدء كان الجرح
و كان الحزن
يقشرُ تفاحَ الحكاية..
و يطعمها للحروف
كي تظلَّ صابرة فلا تتمرد.ْ.
في البدء كان الحلمُ يصعد
يحمل سُلَّماً بقبضتيه..
ليلتقطَ فاكهةً لدمه..
لوزاً لفرحٍ عليه لم يتعوَّدْ..

في الأصل..
كان الوقتُ الفدائي الأبيض
يخترقُ ضاحيةَ ضلوعكِ
و يطردُ أسبابَ الوقتِ الأسودْ..
لماذا كل هذا اليأس يا أحمد ؟

فتذكرْ كيف ولدَ الغضبُ
في أرجاء جموحك..
و جاء إليكَ سيداً بصهيل سَيّدْ..
كي يمسكَ الروح
و هي تحط و نسورها
فوق أغصانِ الصباحِ المُقَيَّدْ...
فيطلقون سراح الساعات
و ينشرون في الساحات
ضياءَ بطولات بأجمل موعد..

فتأكد يا أخي..
أنظر في جرحك كي تتأكد..
تراه يعجن القمح بكفيه..
يصنع أرغفة للرجاء المجدد.
لماذا هذا القنوط يا أحمد ؟

لن تتغير الدنيا في صرختين..
لن يُدحر الفاسد في قصيدتين..
لن تسقط أوسلو في مقالتين..
لكنها القطرات تهمي...
فوق صخرةِ التفريط.. فتتبدد...

فخذ من نرجس البلاد عطرَ العهد..
و خذْ من حبرك قمراً بحضن الورد
و أغرسْ في شجرةِ العقم..
دفقاتٍ من نسغٍ و شهد..
و أني عليكَ يوم النصر سأشهد..
و أني عليكَ بلهجة الفرح سأشهد.

سليمان نزال

تاريخ النشر : 12:41 30.07.04