صهيل في الميدان
الشاعر : سليمان نزال

سليمان نزال

لصرخاتي أبواب
متى أفتحها أعلنُ العصيان
لغضبي بركان
لسُحبي أسنان
ولي أنا الف إسم
حين أموتُ فدا الأوطان..
و حين أكتبُ
ماذا أكتبُ ؟
إسمي جريح
مجرد "سرحان"
يكبر ُ في عنوان
و يذبلُ في عنوان..
أنا لا أستطيعُ الكتابة
لا أستطيعُ الآن..
ماذا أقولُ لموجِ فكرتين
ترقدان بين ساحل حزني
و تضاريس نبضي ؟
غَضِبَ اللوزُ مني..
أرسلَ يعاتبني
بكلماتٍ من فراشتين..
غضبت الأمنياتُ في دمي
فأرسلتُ أعاتبها..
بزفراتٍ من جرحين..
أموتُ مليون مرة..
أموتُ في كلِّ مكان..
و لا تغضب عليَّ أرضي
و لا تنفر مني الغزلان..
غلطتي تحبو مثل طفلٍ..
في منفى كئيب الألوان
تصبحُ صواباً في يدين
حينَ إلى البلاد ِ تمضي
تسبقها إلى الندى ذاكرتان..
و مفاتيح إنتماء..
و حكايات على صهوة حصان..
للوطن أمضي..
أدافعُ عن لهجةِ البرتقال
في لغةِ النسور
للحلم ِأمضي..
أدافعُ عن لكنةِ النار
في لغةِ الأبطالِ الفرسان..
أنا لا أستطيعُ الصمت..
لا أستطيعُ الصمت الآن ..
سأذهبُ إليها .
أُقبِّلُ عينيها..
أمسحُ عن وجنتيها..
دمعاً من فضةٍ و بيلسان...
أراها في كوكبِ وقتي..
تروحُ و تجيءُ في صوتي..
ترى جرحي خيلاً في الميدان..
كي أبصرَ في مشهد العائدين
نسورَ إنتصارات..
ردودَ إنتفاضات..
يلوحونَ بقبضاتِ الضياءِ و النزيفِ
بأغصانِ الرجوعِ لفجرِ المكان..
و يدنو من صبايا الينابيع نشيدي
ألمسُ في لوحة التذكارِ شهيقي..
زئير إنتظارات كانت في طريقي..
تغدو في التلاقي بيدر ولهان !
و أنا أستطيعُ الكتابة الآن..
أستطيعُ أن أرشدَ أيامَ الشتاتِ
على فضاءِ بيتي..
و أستطيعُ أن أدلها على الحقل و الصبار
لنصعدَ معاً أفقاً من السنديان..
و أنا أقولُ لأجمل الساعات..
لياسمين الشوق في شفاهِ صبية :
لهمساتي ضفاف..
لحنيني إعتراف..
لرشقاتي أعماق
تبتلعُ الغزاة..
تصنعُ الحياة
تستبدلُ الظلامَ
بقدس الرباط....
و أنا أعلنُ صهيلَ هذه الأمنية..
و أنشرهُ برفقةِ الصقورِ في الميدان..


سليمان نزال
تاريخ النشر : 13:05 25.06.04