نـشيـد للأسـرى..
شـعر : سـليـمان نــزال

سـليمان نـزال

أنا أسيرُ إنتسابي لغزالةِ رؤيتي و للترابْ
أنا صديقُ الفيض الملائكي و قرنفلة الإيابْ
فإغلقوا عليَّ بابَ سجني, إغلقوا الأبوابْ
لن آكلَ من خبزكم اللئيم أيها الأغراب..
لي جموحٌ يذيعُ السخطَ و يعلنُ الإضراب..

أنا سجينُ إنتظاري لأيام يديها و المكان
بزنزانتي صوت جدي و القرية و الحصان..
أسيرُ حلمي أنا, يأتي في هيئة بركان
يحملني فجراً على صهواتِ الإنتساب...

أنا حكايةُ النوارس و الجوارح و النسور
باسلٌ يلوِّحُ لقمحهِ بمنديل الزهور..
يرعى الخصوبة الأولى و ذاكرةَ العصور
أسيرٌ أنا و حين يحبسني اليخضور..
زنزانتي بحرٌ و دنيا في قلبِ الأحباب...

أنا شقيق ُ زيتونة
نقشتْ عنوانَ دمي
على كتفِ الكينونة
سجينٌ أنا لأجل أمي
لأجل برتقالة حزينة..
نادت على زندي فإستمعَ و أجاب..

أنا خدين صحبتي لجرحي و قمري و الصهيل
أنا أسيرُ فكرتي و حريتي و شمس الحقول
أنا سجينُ الصمت العربي و شوارع الذبول..
سجنُ المبادىء عزٌ.. و سجنُ الطغاةِ يزول

أنا الطليقُ و أهزوجتي خضراء
يتقاطرُ منها الندى
ساعة اللقاء
سأمضي إلى الحصاد ِ
و قطاف البهاء..
حباتُ القمح في جبيني
تضيءُ النداء...
كأنها تراتيل في صباح جميل

سليمان نزال

تاريخ النشر : 03:47 23.08.04