أرفعُ قامةَ الغيثِ في سؤالي
شعر : سليمان نزال

ومضات لنرجس المخيم
وقفنا جموعاً
فوق جبل التمني الطويل
في مساء للجمر ِ
و الغيم الخجول
اطلقتْ ضلوعنا آفاقاً
من تساؤلٍ و زفرات
و بعضَ التوجسِ
و بعضَ الذهول..
و قفنا صفوفاً
و قفنا صقوراَ
وقفنا جراحاً
تنزفُ و لا تميل..
وقفنا بكلِّ قريةٍ و مخيمٍ و مدينة
ننسجُ من خيوطِ العيونِ الحزينة
عباءات إنتسابٍ..لإنشودةٍ سجينة
و لفرسانِ التر اب..
تلوَِّحُ النوارسُ في مناديل..
و كانتْ تحيطُ بنا
و مضات لنرجسِ المخيم
و أخرى من دمعٍ يسيل..
و طافَ بنا بخارُ السؤال
من قهرِ إحتلال
لطردِ إحتلال
و طافَ بنا طيفٌ رمانا
خلفَ خطانا في الجليل
و مرتْ طيورٌ بفضاء الحلول
طيورٌ سودٌ
طيورٌ كثيرة
نظرتْ أعماقٌ لنا في السماء
نظرتِ الجباهُ و نَظَرَ الصهيل
صارَ الجوابُ يمسكُ في الهواء
و يحدقُ بدماءٍ لألف جيل!
غطى أرضَ البسالةِ شروقها
زَنَّرَ بالضوءِ وجهَ المستحيل..
تركنا الطيورَ و قلنا نروح
نلقى الحروقَ كردٍ صريح
فسؤال الجرح لن يستريح
إن لم تتبعه نارُ الجموح
و منارات صبر.. و صلية صقر
بيدِ التحدي بكلِّ وضوح..
قالت لنا: رشقات المكان
تشقُّ الجذورُ قلبَ الزمان
تعود البدايةُ في عنفوان و
لتملأ الأغاني صدرَ الحقول
وقفنا جموعاً.. وقفنا نقول :
تحيا بلادي.. و يزول الدخيل .

سليمان نزال