الآن..يصعدُ غسان
الشاعر : سليمان نزال

سليمان نزال

الآن ..وغيمُ الجذور ينظفُ الشوارعَ من دمي
الآن وأنا أطحنُ زمنَ الخواء
وأشعلهُ لفافةً بفمي..

ثم أعرِّجُ على موتي قليلا
أسقيه من نبع ِ القرنفلِ ساعة
وساعةً أغسلهُ من النهر ِ الذي في أعظمي..

فتكلمي يا حيفا
إنني عائد إليكِ بأضلعي عائد إليك فتكلمي !

قلبي يدقُّ "خزان" المعاني
و"برقوقَ نيسان"
تحمله "أم سعد" لسواحلي وأغنياتي وأنجمي..

الأن..إنني أغتالُ النسيانَ
بدفقةٍ من مداد إنتشاري..
صدري سفينة عودتي
وبرتقال يافا فضاء إتصالي بترابي و مخيمي..

فلا تمتحنوا بأسئلةِ النوارسِ جرحي
جرحي بلاد.. وإمتداد للقرنفل
بين صوت الراوي وفضة الرائي
وذاك العمر الذي يضيءُ المكانَ في قلمي..

أنا غسان كنفاني
وأنا الشهيدُ
ألهمني دمي وتلك البطولاتُ ألهمتني..
وسيرة الصقور تسردها الملاحمُ
وأنا أسلمُ للسنديانِ وللزيتونِ
وصيتي وخاتمي..

وأنا غسان الفلسطيني
تروني بينكم أكتبُ روايةً
لإنتفاضتين وأقمار فدائية..
لنصر أراهُ يطوفُ على البواسل
بأقداحِ البهاءِ الأكرم

الأن وغيمُ البداياتِ يهمي
زخات من ضياء وأشواق في مدار دمي..
أرتدي سحابةَ هذا النزيف بموطني
وأعودُ في كلَِ صباحٍ كي أعودَ جسمي..

سليمان نزال
تاريخ النشر : 23:52 11.07.04