الوجـه المسـافر
شـعر : سـليـمان نــزال
و خضراء تأتي قبلَ موعدها
مع العشب..
وحين أتأخرُ عن غيمتها...
نصف ساعة..في سرقةِ الزمان
تلكزني بعكازها في الجنب..
ثم تغمرني بصوفِ حكمتها..
و أغمرها بقبلاتٍ على اليد..
و أروحُ .. أنظرُ في قريةِ وريدها..
فأرى الذكريات فوق البيادر
لم تطفىء قناديلها بَعد..
الوجهُ كان قريباً من دهشتي
و طفولتي بحرية..
و الوشمُ الأخضرُ على وجنتيها
كان يضوعُ مثل الورد..
وجدتي...
تمزجُ أمنياتها بالقمح..
و كلماتٌ من فمها تأتي
كأنها السنايل..
و أنا صغير لا أعرفُ الحصد !
لكني أحدقُ فيها..
و أسئلةٌ لي مثل الرذاذِ..
تهمي على مصطبة ِ الوقتِ
فتلتقطها جدتي بأطرافِ ثوبها..
و تلصقُ فوق جبيني الرد..
يخضور من لوز الحكاية يطوقني
و مظلتها قلبي الطفل..
أرمقُ فيه قمراً حزيناً
يكبر جرحاً في الغد..
و كانت تغوصُ بأقصى الفقدان..
كلما ذكرتْ أخاها
ينزلُ عن صهوته غريباً..
لا يرجع من رحلةِ الفقد..
غابَ الوجهُ المسافر..
لم يقلْ لي كل الحكاية..
لم يكتمل ْ بدر البداية
لم ينته في دمي السرد .
سليمان نزال
تاريخ النشر : 07:46 10.08.04