طـفلٌ من الـعراق
شـعر : سـليـمان نــزال

سـليمان نـزال

لا شيء يراني طفلاً
أقصدُ أسبابَ اللهو ِ مع أصحابي
لا مغول الغزو..
لا أنظمة الخزي..
من باعتْ للعدو
بمعرضِ التدجين و الذئابِ
أشلائي و زهورَ أمنياتي وكتابي..


لا أحد يراني صقراً
بعد خطوتين من دمي وإستشهادي
أغرسُ أسئلةً كالرمحِ
أغرسها في صدورِ الأذنابِ
و أردُُّ لهم بعضَ الشظايا من لحدي
تستوطنُ قلبَ المكيدةِ و الأغرابِ
من وزعوا حقدهم بالتساوي
بين رفيق في مدرستي وألعابي..


لا شيء يراني طفلاً من الرافدين..
أموتُ في شارع ِ فلسطين مع أترابي
لكني أرى.. و لست أرى
أجمل من نيران شعبي و إنتسابي
تطلقُ على الغزاة زخات..براكين
تمزجُ شهبَ السخطِ مع شهابي..


لكني أرى و لستُ أرى سواكم رجالاً
يا أبناء فلسطين و العراق
و سوريا و لبنان.. و الشرفاء أصحابي..
و كلّ من يردع اليانكي هذا المُرابي..
فإتكلْ على جبينكَ يا نسر بابل
و إعتمدْ على ما يطلقه من جمر سحابي..


أنا أنسحبتُ من عمري غيلة..أُخذتُ
بضغائن عنقودية.. و كمائن صهيونية..
فغطي بطلقاتكَ يا إبن العراق إنسحابي
أطول عمراً..موتي صغيراً
من عمر خائن جبان..
و أشدّ نبضاً عنفواني..
و أزكى منبتاً أكونُ حتى في غيابي..


أنا الطفلُ الشهيدُ
حفيد الرشيد
صعدتْ عزيمةُ عراقنا الجبالَ
تسلّقَ مجده أعلى الذرى و الروابي
على مبعدةٍ ياسمينة من الصباح
أبصرُ إنتصارَ البواسل..
و أشاهدُ بعيوني النصرَ
يحملُ في قبضتهِ حفنةً من ترابي
فإحتملْ يا أبي رحيلي..
و إكملْ غرسَ الفسائل
في بستانِ عزنا و النخيل و أكتبْ على السعفِ الأصيل :
كان طفلاً من العراق قتلهُ إرهابي.

سليمان نزال

تاريخ النشر : 06:34 07.08.04