طائرات صهيونية تغتال السلام في حي تل السلطان
بقلم : سليمان نزال

سليمان نزال

   
و تمزقت أشلاء العدل و الحق و المنطق أمام عيون الأرض و السماء, حيت تمزقت أشلاء أطفالنا و مدنيينا الأبرياء و هم في طريقهم لنجدة أخوتهم و أخواتهم في حي تل السلطان في رفح, و هم يحملون لهم روح التعاون الفلسطيني- الفلسطيني, مع أرغفة خبز و أغطية و عبوات حليب .
أثبت العدو الصهيوني و هو ينقض بطائرات ضغائنه على المظاهرة السلمية الفلسطينية, أنه في الدرك الأسفل للإنحطاط بلغ شأوا لم يبلغه أي جزار أو طاغية معتوه , سبقَ أن مرَّ بجرائمه في تاريخ الحروب و المنازعات بين البشر, فسجل بهذه العمل الحقير اللعين الدنيء سبقاً وحشياً مُقَزِزاً, كأنه ألف هولاكو و جنكيز خان.. في جسد سفاح يكره الفلسطينيين و يسعى للتخلص منهم و إبادتهم, شعبا و قضية عادلة, بمساعدة الصمت المخزي العربي الرسمي الذي قد يفعل أكثر من طاقته المسموح بها, إن هو بادر إلى أعلان شجب ثم تطوي صفحة الجرائم و المجازر الصهيوني أيادي الخنوع, لتـأتي مجزرة جديدة ثم شجب و هكذا دواليك..فيضيع الفعل المجدي الذي بمقدوره-لو أراد- أن يحمي الفلسطينيين و يرفع عنهم حمم هذه النكبات المتلاحقة, و تدخل العروبة في دوامة التراخي و التفكك و الإنسحاق و ينظر الفلسطيني الباسل في رفح و غزة و نابلس و جنين و الخليل و رام الله و كل فلسطين..نظرة صقر إلى أرانب ضعيفة هزيلة لا تستحق حتى جهد المحاولة..
و يأتيك القول الباطل من قبل غازي العراق و مُعذِب شعبه و سارق ثرواته, و ناهب كنوزه و الحاقد على عقله الحضاري الذي كان أول مدرسة للرقي الإنساني من شرائع حمورابي إلى مهد إبراهيم و سومر و أكاد و أشور..حتى منجزات الحضارة العربية في مدرستي الكوفة و البصرة و زمن المنصور و الرشيد و المأمون و المستنصر و عز بغداد و مجدها العريق..
"إن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها" فأي باطل يفوق هذا الباطل اليانكي إرتفاعاً و إتساعاً و يبزه في التحايل و تزوير الحقائق و تحريف الوقائع.. و التحيز الوقح لمجرم يقصف مظاهرة فلسطينية مدنية تعج بالأطفال و النساء و الشيوخ قرب حي تل السلطان في رفح..بواسطة طائرات آباتشي مصنوعة في الولايات المتحدة االأمريكية و مقدمة لحليفتها الإرهابية إسرائيل, شريكتها في تهديد أمن و إستقرار دول العالم-كما تظهر إستطلاعات الرأي المحايدة في أوروبا وغيرها- و معاونتها الإستراتيجية, مع بريطانيا, في إحتلال العراق و تدمير مشروعه الحضاري و بنيته العلمية..
" إن لأسرائيل الحق" في تجاهل قرارات الشرعية الدولية و إمتلاك أسلحة الدمار الشامل دون غيرها من العرب و المسلمين.إن لإسرائل الإرهابية الحق في قتل أطفال فلسطينيين ييسرون في مظاهرة تحمل أيديهم الصغيرة البريئة علب حليب لإصدقائهم في حي تل السلطان ..إن لها" الحق" في تجنيد و إرسال شبكات تجسس لإغتيال القائد المجاهد الشيخ حسن نصر الله مع قادة آخرين فلسطينيين و لبنانيين, و تظل بلا محاسبة و ليس هناك من يجرؤ على فرض عقوبات إقتصادية ضدها, على الأقل !
لم ينته إسبوع النكبات بعد..المجازر مستمرة..عمليات تجريف المزروعات ونسف البيوت و المنازل و بحجة البحث عن أنفاق متواصلة..و لا سلام يبدو في افق الظلم و العدوان..
مظاهرة سلمية فلسطينية تواجه بالصواريخ..هذه مجزرة كل عناصرها الإجرامية مبتكرة في هيئة أركان الخسة و الفظاعة و الجبانة الصهيونية الشارونية التي إنسحبت بعيدا ًعن صفات و طبائع الجنس البشري تحت وابل من كلام الخداع و التكتيك الشيطاني عن إنسحاب من غزة, و من جانب واحد أيضا !
هذه المجزرة الصهيونية الجديدة-أم نقول ما بعد الجديدة- برسم أولئك الذين ينظرون عن النضال السلمي و فعاليته و فعالياته! في مواجهة الألة الحربية الشارونية الصهيونية التي تسعى إلى إبادة شعبنا و تدمير كيانيته وكل ما يمت بصلة إلى وجوده, و دفعه إلى وقف إنتفاضة الأقصى و الحرية و العودة و الإستقلال..
هذه نكبة ما بعد النكبة الكبرى, برسم مؤتمر القمة العربي القادم؟ ماذا تراهم يرسمون ؟
طائرات صهيونية قصفت السلام في حي تل السلطان في رفح..
طائرات صهيونية مجرمة قصفت علب حليب الأطفال في حي تل السلطان..
طائرات شارونية قتلت شعبنا ..فسقط عشرات الشهداء الأبرار في حي السلطان..
ماذا تراها تفعل الأمم المتحدة و دولها و بعثاتها و قواتها و مقرراتها, لوقف هذه المجازر الوحشية بحق شعبنا الأعزل و حمايته ؟
ماذا يفعل سلاطين هذه الأمة العربية و الإسلامية لحماية شعب عربي و مسلم ؟
بل قل ماذا فعلوا للنساء العراقيات الماجدات الصابرات اللواتي إغتصبهن الصمت العربي الرسمي بالمشاركة مع جنود الأمريكان, حيث حوكم أحدهم و عوقب بالسجن لمدة عام واحد ؟
لا تقل شيئاً..يا جرح التساؤل المرير..لأن النوم في القمة سلطان!