أحـلام وميـاديـن
قـلـم : سـليـمان نـزال

سـليمان نـزال

للحلم عواصمه الجريحه في مدن الصمت و التراخي, معيقات و نوافذ من عوسج و خيبات, تفتحها مخالب و مخاوف رسمية, مسارب و منطلقات للضياء و الأمل تصنعها بطولات و تضحيات فلسطينية و عراقية, مرايا التمنيات العربية في تنويعات القهر, جدران المنازل و القلوب المقموعة , لكن, قدرات و جهود البواسل و نسور المقاومتين المجيدتين بأرض الرباط و العنفوان و في أرض الحضارة و الشموخ قادرة على تحويل صخور المعاناة اليومية إلى ياقوت و أفراح و ذهب و زبرجد, على أرضية الديمومة و الثبات و التراكم الكفاحي.

للحلم ميادين و رغبات و تطلعات سيادية ..و مساحة لقاء مع أفكار و رؤى تتطابق مع نضال الحالمين و العاملين على دحر الكوابيس المعولمة و العميلة و الصهيونية من الشوارع و النهارات و الليالي العربية.

للحلم العربي العراقي الفلسطيني السوري اللبناني المصري الخليجي المغاربي, لغته الشعبية الواضحة في خيارات الصحو و الوحدة و التماسك و التقدم و العزة و الإزدهار و التضامن و الكرامة و النهوض..

للحلم المصيري الكياني العربي الشاسع, أشجاره الباسقة, بساتينه الخضراء في عمق الأماني المشتركة و التاريخ و جغرافيا الروح و التواصل و الطموح و العقلانية و التراث الثري و هوية الغياب و الحضور.

له مواقيته التي لا تخطىء إيقاعات التفرد و التمرد و الجموح الصائب, في غزة و الفلوجة و بغداد و نابلس و دمشق و القدس و جنين و بيروت و سامراء و الموصل و رفح و الرمادي و رام الله و طوباس و بعقوبة طولكرم وخانيونس و تكريت و كركوك و البصرة و الخليل...

له أسراره.. و فهمه الدقيق لمجريات الأمور في أيام الخنوع الزاحفة و زمن "السلاسة" و تفاصيل الطعنة المسمومة في جنح المكيدة الظلامية.

له طريقته في الرد..في ساعة تناسب إنطلاقة جراحه بالتزامن مع أجندة صقوره و كتائب شروقه القادم و بهائه المتصل بكلِّ أسباب الثابت الراسخ في مضمون خطابه السياسي المؤسس, في الحالة الفلسطينية, على التمسك بالثوابت الوطنية الفلسطينية-ثوابت الشهيد الرمز الخالد أبوعمار, التي هي ثوابت الشعب الفلسطيني- في إقامة الدولة الفلسطينية كاملة السيادة, على الأرض و المياه و السماء و الحدود..عاصمتها القدس الشريف, و في مواصلة النضال من أجل ضمان عودة كل النازحين و المشردين إلى ممتلكاتهم التاريخية في وطن الأجداد و الجذور, و إستناداً إلى مقررات الشرعية الدولية و من أهمها قرار الجمعية العمومية المتخذ عام 1949, رقم 194

للحلم شكوكه الواقعية, في حادثة تصفية الرئيس الشهيد الرمز الكبير, ياسر عرفات, مسموماً أو تم إغتياله بأساليب صهيبونية غادرة"متطورة" بمشاركة التحركات"الناعمة" التي تمهد لتسميم الوضع الفلسطيني عن طريق دس جرعات تنازلية بطيئة أو متسارعة, وفق النتائج التي ستفسر عنها الإنتخابات الفلسطينية القادمة, و التي قد تأتي مخيبة لتوقعات و مخططات السفاح شارون و حكومته من القتلة و المجرمين.

و للحلم إنتظاراته.. و بعض صيحاته المؤجلة بدافع الحرص.. و بعض نيرانه التي تتحين لحظة الإنطلاق إلى صدور الحاقدين الصهاينة و أعوانهم و ألوانهم., على مختلف تدرجات التبعية و الذعر.

للحلم رحلات و أسفار..على أجنحة الزمن الواحد العربي..دروبه التي يسلكها بحرية و من أجل الحرية, دون حواجز رسمية معيقة إستفزازبة, تمنع العربي من لقاء أخيه حتى في ظروف الوفاة و الرحيل.

له جولاته و رؤاه في العراق. حين يروي سيرة بواسله بمشاركة النخيل و مياه النهرين الخالدين..تراه يتحول إلى بندقية في يد ثائر عراقي ضد الغزاة و ركائزهم "الأراجوزية" و يشارك في الإنتخابات النزيهة على طريقته الصحيحة حين يعطي صوته للمقاومة, لفرسانها الميامين..لضرباتها الموجعه ضد محتلي العراق, و ناهبي خيراته, و معذبي شعبه..

للحلم يده التي تقاوم. في فلسطين و العراق. و يده الواعية التي تريد أن تبني و تشيد منارات للرقي و التقدم عندما تتمكن من إزاحة كل مكونات التخلف تنجح في طرد الإحتلال البغيض, بكافة أشكاله و تعبيراته, من كلِّ مكان من الأرض العربية المحتلة.

___________________
سليمان نزال
28.11.2004