سيـفٌ من الضيـاء
قـلم : سـليـمان نــزال

سـليمان نـزال

سيفٌ من الضياء المنتفض, يحزُّ عنقَ الغمامة الكسولة, كارهة القطرات و الخصوبة, التي تهدد الغيمات المجاورة النشيطة الملتزمة بثرى الأهل و البلاد. حتى الصخور تحترم ذاتها, فتحتجُ رشقة تلو رشقة,و تخجل النيران الباسلة من السكوت,تحكي على طريقتها القروية, معبرة عن سخطها لما يحدث للفقراء, للمحاربين, للأسماء الطيبة, لبواسل البلاد, لأطفال فلسطين. و كيف لا ترد بكل الحزم صقورُ الإرادات على حلفاء التخلف و التفريط و التبعية و الفساد؟

لا يفهمون جرحاً لمواقيت المسيرة, يتحدثون بلهجة الملح, و لا يدعون أقمار الإنتفاضة, تحاسب كل الخونة, خائن من يدافع عن خائن, و جسد" القبيلة" المتعفن, يفترض أن يزاح من طريق الحرية و الإستقلال و الحياة, لأن أشجار البلاد الباسقة, الصامدة, لا يسرها أن تسكت عن شبكات التواطؤ و السوس العشائري الذي يريد أن يحمي السقوط برابطة الدم المحدود و دائرته المقفلة ومراكز التدجين التي ترى في البسالة تهمة تستحق السجن.

حرفنا الجريح سنحمله بشموخ إلى ميناء التحرر و الطلاقة, و لا صواب إلاّ فلسطين, و لا صواب إلاّ أن تستمر هذه الإنتفاضة رغم كل المعاناة و المناورات الزاحفة و ألغام العراقيل و خطط مجرم الحرب شارون الدموية, تستمر حتى النصر و الإستقلال و العودة.

هو المجد يتبع خطوات البواسل خطوة خطوة على طريق المقاومة, و لا تتسع السيادة, إلاّ للفكرة الواسعة, لبلاغة الجموح الفدائي, للكلمة/الطلقة. و لا مفر من معاقبة كل من يكشف إتجاهات دم المناضلين, لرصاص و صواريخ و طائرات و أحقاد الأعداء الصهاينة و إن علت مراتبه, و أعطى الحماية للعدو و حجبها عن المناضلين في ساحة الوغى و التضحية,

نريد البلاد كلها جهة وحيدة لهوية دمنا و الإنتساب الصريح لها كاملة الرؤى و النشيد.

تصورات رملية تريد أن تكبرَ ظلماً و جهلاً على حساب عطاء و تضحيات الشرفاء المكافحين. فتروح تدعي الزهو و الفخر الباهت, المريض, المزور وإدعاء إمتلاك القوة و السيطرة و اليخضور, و تدعي الصدارة , لتحمي الساقطين, المتعاونين مع العدو الصهيوني, كيف يطلق النار الخارجة الضالة عن صف النيران الموحد, هذا الفخذ الرخو الدخيل على اللغة المُحاربة و المحاربين المطاردين؟

هذا الجموح الإنتفاضي السيادي, ينبغي أن يكشفَ أوراقَ المارقين, و رقة ورقة, و ليس من المسموح أن تعتدي على و قت الرماة الشجعان, المحافظين على تماسك وحدتهم الوطنية, خناجر غدر و أعراف هجينة قبلية, تكتلات و إصطفافات مريضة, فساد بلا حدود و حساب, يضاف إليها المستورد من طعنات التواطؤ..

هل رأيتم بيضاً أسود حتى الإنحطاط و الرذيلة حتى تسود مفاهيم الثأر الجاهلي المتخلفة و تصفية الحسابات الشخصية و الإغتيالات العمياء و النزاع على النفوذ؟

جوهر مصالحنا الوطنية يكمن في التمسك بجوهرتنا الوحدوية, لا وقت يذهب هدراً كي يخدمَ ساعات الإحتلال البغيض الإجرامي, في السر و في العلانية, جهلاً و إعتداداً بالجهل

فمن يجمع رعود صرخات و رشقات أخوتي, و أبناء جرحي و الأرجوان, و يصوبها نحو كل الجهات المرتدة و العدوة,كي تولدَ لنا دولة مستقلة, كاملة السيادة, تؤمن حق عودة كل اللاجئين إلى أرضهم وممتلكاتهم؟

من يلتقط جوهر الأولويات من المسائل الوطنية, و يسعى إلى تعزيز الوحدة الوطنية و تطويرها, على طريق البحث الدائم عن أنجع و أفضل الأساليب لتحقيق كل اهداف البرنامج الإنتفاضي, للتوصل إلى إستراتيحية سياسية موحدة ,في إطار إئتلافي يجمع كل جهود الفصائل و الأحزاب و القوى الحية الفلسطينية. و يقطع الطريق على الأعداء, يفشل مشاريعهم التصفوية. يبني دولة فلسطين المستقلة بالعرق و الصبر و الدم و المثابرة و الثبات على التمسك بالثوابت النضالية؟ سيف من الضياء المنتفض ترفعه بكل شموخ, قبضات الرجولة, سيعلن زوال الإحتلال, مهما طال الليل العدواني.

سليمان نزال
تاريخ النشر : 11:00 28.08.04