لم يأت المهدي المنتظر بعد..
قـلم : سـليـمان نــزال
ملحمة فداء كربلائية حسينية بطولية جديدة,رجال جيش المهدي و أبطال المقاومة العراقية الباسلة يستبسلون في الذود عن شموخ العراق و سيادته و حريته, و لا تكافؤ بين ميزان الشجاعة و المبادىء و القيم و ميزان الشرور الإمبريالية المتفوقة في التقانة و في دقة إصاباتها للمساجد..للأحلام..للأبرياء من المدنيين العراقيين, في قدرتها الهمجية على سفك الدماء في المساجد, في الكوفة , في النجف, في الفلوجة, و بعقوبة, في البصرة , في بغداد..
شهادة للتاريخ,معمدة بالطاهر الزكي, يسجلها صقور العراق.. و الفتى العربي الباسل مقتدى الصدر, ضد هذا التاريخ المزور, العدائي..
أمنيات بحجم الحاجة و العوز و المعاناة, تنزف , تُصاب بألف جرح و جرح.. و لا من أحد من عرب النظام الرسمي يريد أن يشير بإصبعه إلى موضع العذابات المستمرة في فلسطين البطولة و في عراق الحضارة.
فقراء يقاتلون بغية إنتزاع حقوقهم في حياة كريمة ,و في وطن مستقل, موحد و سيد..محرمون من نعم الأرض..يدافعون عن مقدساتهم..يرمي بعضهم الغايات البعيدة بوردة التصور النشيطة, و لا تتقلص الهوة بين ضفة المأساة و ضفة الرجاء المقابلة.
لم يأت المهدي المنتظر بعد..لم يأت الزمن الآخر بعد.. و ظلت مدينة النجف الأشرف و معها مدن العراق..تغرق في مكابدات دامسة و العيون الزجاجية و مراجع التضليل لا ترى سوى عجزها ومصالحها و خوفها من الغزاة.
كلُّ دروب التضامن العربي مقفلة الآن..و المشاهد الدموية الحزينة شاهدة و شهيدة تحاول أن تشق دروبا للصبر و التحمل و السلوان.. و أشلاء متناثرة بفضاء العروبة المنسحبة من دورها و الإسلام المبتعد عن وجهه الحقيقي..تجعل من صرخاتها و دمائها لعنات تصبها على كل مكونات هذه المواقف الرسمية العربية الإنهزامية, المخزية التي تجبن أمام أعداء شعوبها.. و لا تستطيع أن تحرك مقعداً صغيراً في قصر الخنوع و الإستجداء و التبعية إلاّ بأمر تتلقاه من الأحقاد الغازية الإمريالية المتغطرسة المتوحشة و حليفتها الصهيونية المجرمة.
لم يأت المهدي المنتظر بعد..تتسع الهوة بين الفكرة و الواقع.. و تختفي مفاتيح التوق تحت عمائم الجهل و التخلف و الإستغلال و الإستبداد..أما الذين مهّدوا سبل التواطؤ أمام جيوش الغزاة و إبتهجوا بسقوط نظام الرئيس الأسير صدام حسين..فقد خابت ظنونهم.. و أحرقتْ جلودهم لسعات و حروق المقارنات و نتائجها الكارثية على العراق و فلسطين وكل شعوب المنطقة.. و حصدَ البعض بذور الندم في حسابات مغلوطة و موتورة و إنتقائية.
لم يأت المهدي المنتظر بعد.. لكن الصمت العربي و الإسلامي و الدولي يأتي كل يوم..يطرق أبواب الفقراء و البسطاء في عراق المجد و المقاومة و في فلسطين التحدي و الإنتفاضة الباسلة..و حين يفتح له بعضنا الأبواب يكتشف أنه يقف مع الشيطان وجها لوجه..
صواريخ..قنابل, أسلحة محرمة دوليا..ضغائن تاريخية ضد العرب و المسلمين, من كل الطوائف و المذاهب, تستهدف كلَّ يد متحررة تريد أن تبني لشعوبها, لأمتها المقهورة, صروح السيادة و الكرامة و الوحدة و النماء و الإنعتاق و الإزدهار و النهوض ..
لكن الكثيرين يجهلون الحقائق. يعمدون إلى تحريفها و تشويهها خدمة لأهداف و تطلعات قصيرة النظر..قصيرة الأجل و البقاء.
ماذا إستفادَ العراقيون من إحتلال أرضهم ؟ ماذا جنتْ تلك المعارضات العميلة و الخائنة من تدمير العراق و تعذيب سكانه, و سرقة نفطه, و نهب آثاره وكنوزه.؟ ثم ماذا إستفاد العرب و التوابع الذين تآمروا على العراق و سهَّلوا مهمة الإحتلال البغيض الإمبريالي الأمريكي, في إذلال شعبه و إسقاط نظامه السياسي؟
بطولات عراقية في الفلوجة..بطولات في النجف, قصف للمسجد في الكوفة و مقتل العشرات من المصلين و تضحيات كبيرة, و مخالب الصمت العربي و الإسلامي الرسمي - التي تتحول إلى مناديل حرير في مواجهة الصهاينة و الهجمة البوشية المسعورة- لا تكتفي بكل رصيدها الخرافي من المخازي بل, تشترك في تدمير المقدسات.
سليمان نزال
تاريخ النشر : 20:06 26.08.04