العاشقين
قـلـم : سـليـمان نـزال

سـليمان نـزال

أقبلَ الربيعُ و إبتهجت ملامح الأرض المباركة و هي تجهِّز أحضانَ الفرح لإستقبال وفود و رسل عن مختلف الزهور و الورود و النباتات.. جاءت تحمل إليها عطر العرفان و الود و الديمومة.
تسلمتِ الأرضُ بريدَ العاشقين..و بينما شرعَ أبناء و بنات الربيع في نشر مرايا من أريج و صفاء في الأفق الضاحك ..زاغت نظراتها الترابية و بدت كأنها تفتقد زيارة من وردة ما..
أخذَ صاحبي الذي يعشق شقائق النعمان و قرنفل الأسرار الفتية و فراشات الذاكرة الخضراء.. يستعيد مشاهد التبرعم و التفتح في الحضور الباسل و في أعماق الإنتظار و الترقب.
كان يسترجع صرخة الفقدان في حقل و رابية و بستان..يمزج المشهدين في صورة تلامس أضلاعه و تمر في حدائق قلبه المتبقية بعد التجريف..
كان يحاول الفصل فلا يفلح..يمضي في إغفاءة شاردة بين إنفجارين..
و بينما هو على هذه الحال, أحسَّ بسؤال الأرض قبل أن يدركه سماعاً..
-حضرت كل الورود..حضرت الطبيعة بألوانها..بإستثناء تلك التي راهنتُ على عطرها قبل الآخرين..
-يا أمنا الأرض..لا تغضبي..وردة العقوق تترك الطريق في منتصف الطريق.. و تبيع شذاها في مزاد الإنهيارات الراقصة..
قالت الأرض:- حسناً..سأنساها..حجارتي كفيلة بسحقها و طردها من مملكتي السيادية..و لكنكَ تتعذب و لا تبصر البهاء يأتيكَ كاملا..
-يأتي كاملاً.. على مرأى البصيرة و البصر..لكنني أتعذب و لا أعطي للنائبات سبباً للشماتة..
-لا تفعل ذلك..أعطني يدك..
حين صافحتها..رأيتها تتوسع مساحة و ألقاً في خاطري.. ورأيتني أقدم لها باقة من ربيع إنتسابي.. و كانت الصورة تتضح , و تسقط و تنسحب منها كل الأجزاء الدخيلة.

___________________
سليمان نزال
25.11.2004