سقوط حصن موراغ
قـلم : سـليـمان نـزال

سـليمان نـزال

ويأتي الرد الفلسطيني الموجع على مجازر وجرائم الصهاينة في جموح النيران الفدائية المشتركة, التي إقتحمت قلعة الأعداء في مستوطنة "موراغ" جنوبي قطاع عزة..كما تجسد الرد الباسل على عمليات الإبادة و التصفية التي يتعرض لها شعبنا الصابر المرابط, في البطولة النوعية الرائدة التي سطرتها بدمائها الطاهرة في عملية "التلة الفرنسية" ضد الجنود الصهاينة, في القدس, الشهيدة الخالدة زينب علي أبو سالم التي- وصلت إلى هدفها العسكري خلال خمسين دقيقة و إخترقت كل الإجراءات الأمنية الإسرائيلية و إثبتت أن جدار الضم و النهب و التوسع لن يحمي الصهاينة من ضربات البواسل و الباسلات-

هي رشقات إنتفاضية, صائبة التوجهات, واعية الأهداف, رشقات فلسطينية موحدة في ميدان البسالة و التحدي و الفعل الشجاع المشروع, ترسم على طريقة الصقور و الفرسان خطة الإنسحاب الصهيوني من كل مستعمرات قطاع غزة هاشم, كما من كلِّ المستوطنات في كلِّ الأرض المحتلة..

تضحيات فلسطينية هائلة..شلالات العطاء الأسطوري..تحدد مسار العار و الهوان الذي ستسلكه دبابات و مصفحات و جيش الجرائم الصهيونيه و المستوطنون و كل مراكزهم الذئبية و مواقعهم الشريرة.. ليبقى شعبنا الفلسطيني المناضل عزيزاً على طريق إنتزاع حريته و سيادته و إستقلاله و حقه في العودة الكاملة إلى أرضه و ممتلكاته السليبه في وطن الأجداد .

كان البواسل- و ما زالوا- واضحين في دمهم..واضحين في أهدافهم المنتقاة..واضحين في دروس الفداء و العزائم حين "حملوا أرواحهم على أكف الشموخ" و إقتحموا الحصن المنيع لمستمرة موراغ و كبدوا العدو خسائر كبيرة في معركة غير متكافئة في المقاييس و الموازين العسكرية..

مع هذه العمليات النوعية الجريئة..سقطت أيضا كل مزاعم شارون السفاح عن إنسحاب أحادي من جانب واحد.. ها هو يعثر على" شريك فلسطيني" ,رغم أنفه و مسلسل مذابحه و مكائده و ألاعيبه السياسية, يدفعه دفعاً, عن طريق القوة المشروعة, للإنسحاب من مستوطنات غزة. كما سيرغمه على الإنسحاب من كل الضفة..

حدثت العمليات البطولية على أرض يعترف كلُّ المجتمع الدولي, بأنها واقعة تحت نير و عسف الإحتلال الإجرامي الصهيوني, فلا حجة للمرتعبين..و لا مبررات يسوقها الأذلاء في محاولاتهم الجبانة " لتجريم" الضحية الفلسطينية التي تدافع عن حقها في الحياة الكريمة..التي تحاول أن تدفع عنها و عن شعبها هذا السيل المتكرر من المجازر اليومية الشارونية, بكل ما أوتيت من عزم و عنفوان و تصميم و بوسائل كفاحية شبه بدائية..

فليذهب كل مندد إلى خزيه.. و ليعلق المنافقون و المتحيزون لإسرائيل الإرهابية, مكاييلهم المزدوجة مثل أجراس في أعناقهم.. و ليذهب الصامتون على العذابات و الآلام الفلسطينية إلى حظائر ذلهم المزمن و لعلهم يصنعون منه دعائم تسند عروشهم و كراسيهم المهتزة بفعل الخوف و الذعر و التواطؤ و التخلف و الجمود..

لحماة الأرض البواسل.. من أمثال أبطالنا ,الذين إخترقوا حصن موراغ في جرأة فلسطينية, لا تقارن إلآّّ ببطولات نسور المقاومة العراقية المنصورة, للمدافعين عن شرف أمتهم و عن ثوابتهم الوطنية, منطق يحمل كل عناصر الصواب والسلامة: لا أمن.. لا إستقرار للطغاة..للمجرمين الصهاينة , طالما أن شعبنا يعيش المأساة تلو المأساة. و تنكر عليه الصهيونية و أتباعها و حُماتها, كافة حقوقه.

كما أنه لا إنسحاب صهيوني من غزة, في الواقع العملي, من جانب واحد..فلا أمن يستقيم و يدوم على جانب واحد..
___________________
سليمان نزال
تاريخ النشر : 23.09.2004