الفهد الذهبي محمد بكري
قـلم : سـليـمان نــزال
لأنكَ ممثل و مخرج فلسطيني ملتزم و مشهور أكثر مما يريد البعض و يتمنى..و لأنكَ يا إين الجليل النشيط المبادر الطيب..البسيط, يتهاربُ معظم الكتاب و المثقفين و الإعلاميين العرب و الفلسطينيين من صفات الإبداع و البهاء و التواضع الخلاق الذي يسم شخصيتك الثرية, فيتجاهلون أعمالك القيِّمة و ليس آخرها فيلم" بريفاتي", خاص, الذي فزت فيه بجائزة أفضل ممثل و حصل على الفهد الذهبي, في مهرجان لوكارنو الدولي. حين وقفتَ تحمل الفهد الذهبي بيديك الفلسطينيتين الصلبتين, و تدين بشدة الإحتلال الإسرائيلي لبلدك و شعبك, في كلمتك التي ألقيتها, و بحضور سبعة آلاف شخص وملايين المشاهدين عبر الفضائيات و وسائل الإعلام الدولية.
لأن بكَ يا محمد بكري كل خصال المبدع الرائع و عناد فلاح فلسطيني من" البعنة" في موسم الحصاد, يحاولون أن يلقوا عليك عباءة التعتيم السوداء حتى لا تظهر في الصورة نجما ساطعا و يبقون هم في الظلال خلفك..لا يكاد يراهم أحد إلا النرجس و تداخلاته الذئبية..لكن عباءات التجاهل و الحقد و الحسد يمزقها شروق حضورك و أعمالك.
لأن بكَ يا محمد بكري..طهارة الحكاية الأولى , بصلابة سكانها, و قدسية أمكنتها السليبة ,تشعرنا بخجلنا,فنهربُ من ذكركَ لنذكرَ من هم أقل منكَ شأناً.. أيها الفهد الذهبي, في الواقع و الإنجازات, و خصوبة الفعل المنتج الصحيح الذي يتدفق جداول عطاء في قلب الكينونة الفلسطينية العربية و أنهارها السخية.
أم تراها ضجة الإفتعالات لإسماء يغمرها الرياء و النفاق و دجل العلاقات المصلحية, تريد أن تطردَ الفنان و الممثل و المخرج من إسمه.. وتلقي على حضوره الكبير بعض قنابل التضليل الدخانية.. و تبعد صاحب البيت الاصلي عن بيته الذي يملك في أرضه و تضعه في صالون الضغوط و التنكر و تمارس عليه مختلف أتواع الضغوط حتى يهجر وقته البلدي المعافى, رغم الألم و العنصرية الصهيونية, و يأبى أن يتحول إلى لاجىء شريد ,يرفض أن يهجر وطنه و أهله و يترك للمحتلين البيت و أسراره و تاريخه و أحلامه و زمنه الفلسطيني الذي يجدده الصبر و سيرة العطاء -تماماً كما في قصة فيلم برفاتي, فيلمك الأخير-
و محمد بكري يقارع سلطات الإحتلال, يدافع عن اللاجئين الفلسطينين و حقوقهم..يسجل في فيلم جنين جنين وقائع المعجزة الفلسطينية و يكشف جرائم و مجازر و همجية الإحتلال الصهيوني البغيض. في الفيلم الوثائقي" جنين جنين" و الذي و أخرجه و أنتجه بكري, يخوض صراعاً مع السلطات الإسرائيلية, رافضاً التخلي عن أي مشهد أو أية لقطه من فيلمه مقابل السماح له في عرض الفيلم و يفوز محمد على المحكمة العليا الإسرائيلية, و يتمسك بفيلمه كاملاً. دون أن يحدفَ أي مشهد منه, قائلاً:" لن أتخلى عن حقائقي". و هنا نتساءل كم من فضائبة عربية عرضت فيلم جنين جنين.. و غيره من أعمال محمد بكري المتعددة في مجالات المسرح و السينما..أم أن الموقف من الفيلم.. كما الموقف الرسمي العربي من المجزرة الرهيبة في جنين و في غيرها من مدن و مخيمات و بلدات فلسطين المحتلة.
فتحية إلى الفهد الذهبي الفلسطيني المعطاء الممثل و المخرج محمد بكري.. و نبارك له فوزه بجائزة أحسن ممثل عن فيلم" برفاتي" في مهرجان لوكارنو السينمائي الدولي, إخراج سافيريو كوستانزو.
نبذة عن الفنان محمد بكري
-ولدَ عام 1953 في قرية البعنة, بفلسطين.
-أنهى دراسته الجامعية عام 1976
من مسرحياته :
-المتشائل, للروائي الفلسطيني المعروف أميل حبيبي
-موسم الهجرة إلى الشمال, للسوادني الطيب صالح
-الياطر, للسوري حنا مينه
-عرس الدم, للشاعر الإسباني لوركا
روميو و جولييت, لوليم شكسبير
هيدا جايلر, للنرويجي هنريك إبسن
-سلسلة مسرحيات من إنتاج مسرح القصبة و مسرح الميدان في فلسطين.
من أفلامه :
حنا-ك, إخراج, غوستا غافراس
-نهائي كأس العالم
- روميو و جولييت, الدانمرك
-الملجأ و حيفا, إخراج الفلسطيني رشيد مشهرواي
-درب التبانات للمخرج على نصار
من الأفلام التي أخرجها محمد بكري
-فيلم, 1948
-فيلم جنين جنين, الذي نال جائزة مهرجان الإسماعيلية في مصر.
سليمان نزال
تاريخ النشر : 12:04 23.08.04