ظلٌّ رماني في السطور..
شـعر : سـليـمان نـزال
هل يأتي عسلٌ لكَ
بآخر الجرح يأتي..
يا وقت يدي و نسوري؟
طلبتُ منكَ الضياء و مني
لتمرَّ بنا سلالةُ الوثبات..
لماذا يطلقونَ الحزنَ
على صوتي و زهوري..
و عندي غيوم تحتاج إلى قمح
من ثرى جذوري
كيف أقوم بواجب السنديان..
و دربي مغطى بكسوري.؟
يا فجر أنهاركِ يا بلادي..
تنطلقُ إنعتاقاً..
تحلِّقُ إشتعالاً
تحركُ بومضةٍ..
آفاقاً في الصدورِ
غيريني ..بدليني
أنا مقصرٌ في دمي كثيراً
قصَّرتُ في النزيفِ
تأخرتُ قافلة..
عن مسرى شعوري...
لم يعد عندي حلف
أشده لقبس حكاياتي
رحلتي بين الثلج و الآهات..
هبطَ فيها الزهو..
من علياءِ حضوري...
حركني يا لوز الرجاء
خذني لسطوة القطرات..
صُبَّ في وريدي
سر التوهجِ الكبيرِ
دُسَّ في وريدي
خلخالَ صباها..
تراتيلَ اليراع..
أنفاسَ اللحظاتِ المِلاح..
جذوتي برفقة برتقالية
ضعْ لي بدفاتر المواسم
حبات الزيتون..
سبحةَ المعاني..
قلادةَ اليانبيع..
ليمونَ الوراثة
و بندقيةَ جدي الكبير..
أقومُ من سهراتِ السفرِ اللئيم
لإستعارات الرمل المؤنث..
لطوالع التراخي الحديث..
لعثرات السياسة و الخريف..
و أتذكرُ النهوضَ المبكر
كلّ صباح و قصيدة..
أيام المخيم..
و أنا أباغتُ الربيعَ
من خلف شجرة التوت
و أرجعه ثانية
لوردة النشيد الشهير..
" بلادي بلادي بلادي
لك حبي و فؤادي"
عندي غياب موغلٌ في الحبر
يطوفُ بي على سطحِ الجمر
عندي رحيل موغل في القهر
ينظرُ بشوقٍ لفراشاتِ النصر
حركني يا أملا يقاتل..
خذْ من" كنعان" صوفَ البداية
من ضلوع المسافات
نجمةَ الحرير..
خُذْ يا حبيبي نغم التنقيب
عن بقية عمر في جبيني..
وأعدْ لي تكويني..
خذْ موالَ البيادر..
أغنيةَ الجرح الهادر..
وأقرأ رسائلَ الشهداء في عيوني
وإتبعْ يا حبيبي
قافيةَ الزعتر و إيقاعَ حنيني..
و إنتزعْ من بحيرة الرؤيا..
لحنَ الرجوع إلى المدينة..
حركني يا نسراً يقاتل..
خّذ من تلال "لوبية"
التينَ و الرمحَ و الصبار
حذني معاكَ إلى الديار
أقومُ من كرسي النبيذ إلى النبيذ
يجلسُ الكرمُ أمامي كأنه تلميذ..
أمسكً الصحو العائد
من منقار التعجب..
و أضمد على كيفِ إنبعاثي
جراحَ صرخةٍ في المدار..
بآخر الحلم يتوهج
عسلُ اللفتاتِ الفضية..
تشردتُ بعيداً عن دمِ الغزالة
إبتعدتُ جناحاً عن قمري الصبور
مررتُ على جُمل ألقاها البرقُ عليَّ
أصغيتُ لظلِّ
رماني بريداً في السطور..
و إستمعتُ إلى شجرٍ
ألقاني فوق ترابي..إنتساباً
و عدتُ لكي أرى
صحوتُ كي أرى
غضبتُ كي أرى
من لا يرى..لا يرى..
فلا تطلق على ظهري
يا" وحش السلام"
رماحاً و غباراً ..
الآن فهمتُ..
الآن أدركتُ
كبرتُ معنى و لوزاً و هوية
كبرت حقل نيران..
نضجتُ إنتفاضة و صقوراً..
أمشي حول دروب صيحتي
أمشي في روابي وثبتي..
أجيءُ إقتحاماً و إفتخاراً..
___________________
سليمان نزال
21.09.2004