كـن صقـراً يـا حـزن ..
قـلم : سـليـمان نــزال
يا باسل, يا ثائر, يا منتصر, يا فارس, يا فادي, يا سليل عائلة الجراح المقدسة في الأرض الطاهرة, يا من تستشهد كل يوم في غزة البطولات و المعجزات و في ضفة الملاحم و البسالة, و تحيا كل يوم في ميادينها ومدنها و مخيماتها و قراها الشجاعة.
يا ثابت, يا أمين, يا صابر, يا منتقم, يا أسير, يا مناضل, يا جبار, يا صامد..يا أخي, أنتَ الذي بنبضات العزم و الإصرار تحرس تراب الوقت الفلسطيني الجسور و تلامس بإصابعك المغمورة بشلالات العطاء و التفاني و البهاء أعلى ذروة في القادم ربيعاً, عودة, حرية, إستقلالاً, و إنتصارات حقيقية و إنسحابات صهيونية شاملة من كل مساحة القلب الفدائي الكبير .
يا باسلة, يا عائدة, يا باقية, يا آيات, يا عزيزة, يا طاهرة, يا أمينة, يا فاطمة,يا جنين, و حيفا و يافا و عكا و بيسان, يا فلسطين.. يا أختي, أنتِ التي تناضلين و تصابرين, و تعانين, و تودعين الأخ و الإبن و الزوج و القريب و إبن البلد و المخيم و المسيرة..بزغاريد و تهاليل الفخر و السناء و الإعتزاز و الإنتساب المكين..تبكين الشهداء الخالدين و تجففين دموعك بمناديل الديمومة و العزة و البقاء, و تحرصين على أن تفوز أفئدة الحلم الفلسطيني الواحد المتماسك الشامل بكل خصال و سمات المشهد السيادي البطولي الكامل .
يا بواسل, يا باسلات, يا أماجد, و يا ماجدات البلاد, يا أبناء و بنات شعب الشموخ الجبار..إن ملايين الأقمار و الكواكب قادمة من زمن رشاقاتكم و عزائمكم..كي تشاهدً الأحزان و المكابدات و مسلسل العذابات و
وحوش الإحتلال المجرم البغيض في رحيلها و إندحارها.
كم من باسل يقول الآن بعد مجزرة الصهاينة الجبانة في حي الشجاعية,شرق غزة و إستشهاد كوكبة من أبطالنا و نسورنا, يقول في حزم: سنستمر في النضال رغم كل مجازر الأعداء, ستستمر الإنتفاضة المباركة حتى النصر و التحرير و العودة و إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة, عاصمتها القدس الشريف..
كم من مناضلة صابرة في ثرى الإرادات الفلسطينية العنيدة تقول: سنواصل الكفاح حتى الفوز العظيم.. سنقاوم, لن تنتصروا علينا و لن نرفع راية بيضاء للذئاب السود.
مجزرة في غزة هاشم جديدة يروح ضحيتها قافلة من الشهداء جديدة.. و يصبر شعبنا.. و يطالب أن لا يتخلى أحد عن ثوابته الوطنية, عن حقوقه الشرعية, عن مستقبل أجيال من أبناء و بنات شهداء و شهيدات من حقهم أن يحصدوا فرحاً و أماناً و كرامة, ما زرعه الخالدون من عوائل و سلالات التضحيات الباهظة جداً.
من حق شعبنا أن يتمتع بحياة كريمة بعد كل هذه المعاناة..من حق شعبنا على قيادته أن تلمس همومه اليوميه و أن توفر له كل إحتياجاته في معركة الإستقلال و فواتيرها المرتفعة, أن تكون صادقه معه, أن لا تضيف فوق جبال عذاباته ومشكلاته الكثيرة, جبلاً من الظلم و القهر و الفساد..
فإبتعد أيها الحزن قليلا.. إفسحْ و مهِّدْ الطريقَ إلى المسراتِ التي حُرم منها شعبنا المرابط..في كل مجزرة نراكَ, يا حزن, أول القادمين.. أول المعزين و آخر من تنصرف بعد كلمات التضامن و السلوان..
توقفْ أيها الحزن, لو في محطة إستراحة من المآسي و الضربات..حارب معنا عدونا.. إجعلهم يتوجعون مثلنا أكثر..رافقهم في كل مكان..كن كابوسا ملازماً لهم في مضاجعهم, في صحبة ليلهم الإحتلالي الغاشم.
كن صقراً مثل صقورنا, يا حزننا الدائم في التحولات الجميلة, و إحملْ معهم رايات الإنعتاق.. جرحنا يسلم عليك و يقول: طاَل مكوثك فمتى ترحل عنا,, تترك صدورنا و قلوبنا و ترحل..
قد أخذنا حصةَ الدنيا و نصيبها من الأحزان و الآلام.. و إكتنزنا في ضلوعنا الفلسطينية العربية كل أبعاد المقاساة و التحمل و البطولة..أقربها و أبعدها.. وأقساها و أفدحها..
آن الأوان...أن تستقبلَ موانىء جراحنا سفن الشفاء و السرور.. و أن نأخذ زينتنا من أريج الإشتياق و التلاقي و رائحة البلاد والجذور.
يا باسل , يا صقر, يا عائدة, يا مرابطة..دمنا يسلم عليكم..دمنا يسلم على تراب فلسطين.
سليمان نزال
تاريخ النشر : 12:13 18.08.04