الـجوع و لا الركـوع..
قـلم : سـليـمان نــزال

سـليمان نـزال

صرخة من صقورنا في المعتقلات الوحشية الصهيونية, صرخة تحمل في شظاياها و مكوناتها العادلة كل الغضب و السخط على إنتهاكات الإحتلال الصهيوني و ممارساته الوحشية السادية ضد أسرانا البواسل في المعتقلات و السجون الصهيونية.

الجوع و لا الركوع..شعار واضح , أطلقه حوالي 8000 أسير و معتقل فلسطيني باسل و هم يعلنون بدء إضرابهم المفتوح عن الطعام حتى تستجيب سلطات الإحتلال الصهيونية لمطالبهم المتمثلة في وقف عمليات الإذلال و التعذيب و التعرية و التنكيل و التعدي على الذات الإلهية و فرض العقوبات المالية لأتفه الأسباب و حرمانهم من زيارة الأهل والأقارب و غيرها من ممارسات صهيونية تصل إلى مرتبة جرائم الحرب.

أن أسرانا الأبطال يملكون كامل الحق في وصف سجن" جلبوع "بأنه مثل سجن أبو غريب الشهير في العراق.. و الروابط بين الغزاة الذين ينكلون و يعذبون الشعب العر اقي الشامخ و الشعب الفلسطيني البطل الصابر عديدة ومتشابكة في الخطط و المصالح و الأهداف العدوانية و في أساليب التعذيب و الدعاية و التعتيم.

إن المعتقلين و السجناء كانوا واضحين في رسالتهم إلى القيادة الفلسطينية, حين أعتبروا أنفسهم رغم قيود الإحتلال و ممارساته الهمجية, البعيدة كل البعد عن كل القيم و المعايير و القواعد الأخلاقية و الإنسانية و الدينية و الحقوقية.. جزء من إستمرارية العمل الإنتفاضي المبارك" بعد أن ضاقت بنا السبل و بلغ القهر درجة لا تحتمله أجسادنا و لا كرامتنا و لهذا فإننا عزمنا عزم الثوار لخوض الإنتفاضة ضد سياسة مصلحة السجون المذلة تحت شعار/الجوع و لا الركوع"

كم تبلغ درجة إستهتار الصهاينة المجرمين بحياة الإنسان الفلسطيني حين يصرح وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي هانغبي, بأنه لا يكترث بإضراب أسرانا عن الطعام حتى لو أدى ذلك الإضراب المفتوح إلى وفاتهم..

هذه هي إسرائيل الدموية الإرهابية العنصرية, التي لا تعترف بالمعاهدات التي تضمن حقوق الأسرى ولا بمعاهدة جنيف الرابعة لمعاملة المدنيين الواقعين تحت الإحتلال رغم أنه وقعت عليها عام 1951, هذه هي إسرائبل و حكومتها المجرمة التي تعذب الفلسطيني في السجون و خارج السجون, تقتلهم و تذلهم, داخلها, و تقتلهم و تغتالهم و تنسف بيوتهم و تجرف أرضهم و مزروعاتهم ..خارحها, و ما بين السجن الصغير و السجن الكبير, تكبر معاناة شعبنا, يتواصل مسلسل مكابداته و عذاباته اليومية.

حين يوصف الأسرى , نسور حريتنا و إستقلالنا و عودتنا و دولتنا الفلسطينية المستقلة, عاصمتها القدس الشريف, سجن شطة بأنه " أوشفيتز" فإنهم يعبرون عن وصف دقيق يستدعي أحداث التاريخ في الحرب العالمية الثانية, ليظهر كيف إنقلبَ "الضحية" اليهودي إلى جلاد يمارس نفس الأساليب و الطرق الإجرامية التي مارستها النازية, ضد أبناء و بنات الشعب الفلسطيني الأعزل, المحروم من الحماية الدولية , و المسكوت دولياً و إقليمياً.. عن المجازر و المذابح التي تمارس بحقه من قبل دولة مارقة لا يحاسبها أحد, لا تنفذ مقررات الشرعية الدولية و تستهتر بكافة القوانين و المعاهدات و الأعراف الدولية..لا مرجعية لها سوى أحقادها ضد الفلسطيني,كإنسان و أرض , وحقوق مشروعة و قضية عادلة.

و تتعدد مراكز التعذيب و الإنتهاك و القمع و الحرمان, من سجن نفحة الصحراوي.. و سجن عسقلان و سجن بئر السبع و سجن الأسيرات الماجدات الفلسطينيات البطلات في الرملة و سجن أطفالنا و أشبالنا في التلموند..حتى الأطفال بنوا لهم معتقلاً رهيباً..يا للديمقراطية الإسرائيلية المخاتلة, الكاذبة حتى النخاع و كحالة إستخدام و تضليل و إبتزاز المجتمع الدولي والضحك على ذقون العرب الرسميين, على قاعدة النسبي في مصادرة الحقوق!

الجوع و لا الركوع.. شعار صقورنا و نسورنا في إضرابهم المفتوح عن الطعام..الصبر و التماسك و الوحدة الوطنية و محاربة الفساد و تقديم حلول سريعة و منصفة للمشكلات المتعددة التي يعاني منها شعبنا, و إستمرار الإنتفاضة الباسلة حتى تحقيق كامل أهداف برنامجها الإنتفاضي التحرري, هو شعار شعبنا و فصائله و قواه الحية..هي معركة واحدة مشتركة ضد الإحتلال, متعددة الأشكال و الوسائل الكفاحية على أرضية التكامل في الأهداف و التطلعات السيادية الكاملة.

الحرية للبواسل الأسرى الثوار الذين يخوضون معركة البطون الخاوية بإرادات مليئة وزاخرة بكل مكونات المجد و الكبرياء و البطولة.

سليمان نزال
تاريخ النشر : 00:42 16.08.04