هي دروب و منعرجات التعبير ، صعبة هي مقاصد البوح في أزمات.
أزماتٌ عربيةٌ في إمتياز السفورِ و الفضيحة تؤرخُ لأزماتٍ تتوالى و تتجمد.
تقرأ مع مطلع كلِّ فاجعةٍ ساطعةٍ عن إنسدادات ، أقفالها إهانات صدئة.
و ما من حلول صحيحة تلوح سيدة في أفق التناقضات المكدسة ، اللئيمة.
الشارع العربي تحتله الأمزجة الهابطة و إحباطات ما فوق رمادية وموات مكشوف.
و يظلُّ الجرحُ على حاله نازفاً على إمتداد خارطةِ الصبرِ و المعاناة و الإنتساب.
نكهةُ التكرار و التشابه تتوفر فيها كل محيطات العلقم ، "فتتحنظل" مفردات الحلم
و لا تصمت حتى تنكشف للخلاص الجمعي بارقة عزٍّ و نهضة و إسترداد.
و لا تصمت عندما يرفعك ألفُ سؤال للمرارة على أسقف من سحاب حجري و مخاوف.
و لا تصمت حين تظهر في عوالم الجمود و الخرس و التطبيع الأصفر رسائل سوداء ، كتبها الغزاة
بدم أحلامك المتبقية ، وطنياً و قومياً ، و وقَّعَ عليها دهاقنةُ الإستعمار الداخلي و الهوان الجواني
بأصابع خزيهم وخربشات عارهم العارم ، في كلِّ مستوياتِ الضد الغيبي و التبعية العمياء المستكينة.
ثلاثة عشر كوكباً تُقاد مثل النعاج إلى مراسم و مواسم الجفاف في إمداء غير منتجة ، و أجواء إستلابية ، فكيف لا تجعل من صرخات للثوابت الوطنية الفلسطينية جسر عبور إلى من تشتهي من أناشيد و عودة و حرية؟
هل نشطبُ منذ الآن كلَّ ما كتبناه عن الوطن و الشهداء و المقدسات و الحقوق و التطلعات و أنهار العطاء الدائم ، و نتفرغ لكتابة أغنية عارية؟
..هل نحرق جهودنا و إنجازاتنا و تضحياتنا الجسام و تاريخ نزيفنا و آلامنا و عذاباتنا بنار الوعود الكاذبة ، و لهيب الإملاءات الضاغطة من أجل التوصل ، إلى هدنة لا يريدها حتى المجرم شارون ، فيشترط علينا أن ننظمَ حرباً أهلية فلسطينية داخلية -بل عربية- حتى يفكك قليلا من بنية أحقادة المتراصة ، فلا يرضى حتى يضم الفرات و النيل و دجلة و الليطاني في كؤوس الأساطير الزاحفة
، بالتنسيق الكامل مع سيدة الطغائن و الغطرسة و الإستبداد ، الإدارة الأمريكية ، بقيادة ثلة من الحاقدين على العروبة و الإسلام؟
عصية هي طرقات البوح في أزمات ، تنهكنا ، و لا ننجح أبداً في حل أزمة واحدة ، إجتماعياً و سياسيا ًو ثقافياً..حتى نتفرغ إلى حل أزمة تالية بغية إمتلاك شروط التغيير و التطور و الكرامة و العدالة و الإستقلال الفعلي بكل مكوناته السيادية.
___________________
سليمان نزال
15.03.2005